واشنطن – بدأت الأربعاء الماضي أولى جلسات المساءلة العلنية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجلس النواب بشأن احتمال ضغطه على أوكرانيا للتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020، وعبر الديمقراطيون عن أملهم في أن تكشف الجلسات إساءة ترامب استخدام سلطته. في المقابل، شكك الجمهوريون في مصداقية التحقيقات.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف في افتتاح أولى جلسات المساءلة العلنية؛ إن ترامب طلب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحقيق في أنشطة نجل نائب الرئيس الأميركي السابق لأهداف سياسية.
وأعرب شيف، وهو نائب يهودي أميركي عن ولاية كاليفورنيا، عن أمله في أن تكشف الجلسات –التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين المشاهدين– ممارسات الرئيس وإساءته استخدام السلطة.
حيثيات المساءلة
واستعرض شيف حيثيات ووقائع قضية المساءلة أمام الكونغرس لترامب بشأن ما أصبحت تعرف بفضيحة «أوكرانيا غيت»، انطلاقا من الاتصال الهاتفي بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني في 25 تموز (يوليو) الماضي، مروراً بشهادات الشهود أمام مجلس النواب، وأيضا الرسائل النصية التي تبادلها دبلوماسيون أميركيون بشأن أوكرانيا.
كما كشفت جلسات التحقيقات السرية –بحسب الديمقراطيين– عن أن إدارة ترامب حجبت مساعدات أمنية عن أوكرانيا أقرها الكونغرس كوسيلة ضغط على كييف من أجل التحقيق مع جو بايدن وابنه بشأن قضية فساد مرتبطة بشركة طاقة في أوكرانيا كان في مجلس إدارتها ابن جو بايدن.
وأضاف آدم شيف أن التحقيقات الحالية ضرورية ضمن دور الكونغرس، الذي يعد مؤسسة دستورية موازية لمؤسسة الرئاسة.
واستدعى الديمقراطيون –الذين يقودون مجلس النواب– دبلوماسيين أميركيين اثنين، عبرا خلال إفادات في جلسات مغلقة عن قلقهما من تعاملات ترامب مع أوكرانيا، لتقديم تفاصيل أكثر عن تلك المخاوف تحت عدسات وسائل الإعلام، ويتعلق الأمر بالقائم بأعمال السفير الأميركي بأوكرانيا وليان تيلور، وجورج كنت نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية، وهو يشرف على الملف الأوكراني بالوزارة.
وقال القائم بأعمال السفير الأميركي بأوكرانيا إنه كانت هناك قناة دبلوماسية غير رسمية بين أميركا وأوكرانيا، وإن من بين المشاركين في هذه القناة مسؤولين أميركيين، ومن بينهم المحامي الخاص لترامب رودي جولياني، وكانت تضع شروطا على السلطات الأوكرانية مقابل إجراء اجتماع بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأميركي، والإفراج عن المساعدات الأميركية لكييف، ومن هذه الشروط فتح أوكرانيا تحقيقاً بشأن جو بايدن وابنه.
هجوم الجمهوريين
في المقابل، هاجم ديفن نونيس كبير الجمهوريين في جلسات المساءلة التحقيقات لترامب، وقال إن كل ما يحدث مجرد مسرحية، وإن الديمقراطيين يسعون للإطاحة بالرئيس منذ اللحظة الأولى بدليل تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر بشأن احتمال تورط حملة ترامب الانتخابية مع الحكومة الروسية لأجل التدخل في انتخابات الرئاسة لعام 2016.
ووضع الجمهوريون –الذين ينتمي إليهم ترامب ويسيطرون على مجلس الشيوخ– إستراتيجية دفاع ترتكز على أن الرئيس ترامب لم يرتكب خطأ عندما طلب من رئيس أوكرانيا الجديد التحقيق في أمر جو بايدن منافسه المحتمل في انتخابات 2020 الرئاسية.
ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفة بشأن أوكرانيا، ووبخ بعضا من المسؤولين السابقين والحاليين الذين مثلوا أمام اللجان التشريعية، ووصفهم بأنهم من «حثالة البشر»، ووصف التحقيق بأنه ملاحقة سياسية تهدف إلى تقويض فرص إعادة انتخابه.
وعقب الرئيس الأميركي على بدء الجلسات العلنية قائلاً إن الديمقراطيين يقدمون مصالحهم على مصلحة البلاد.
ويأتي بدء الجلسات العلنية بعد سلسلة من الجلسات السرية التي عقدتها ثلاث لجان في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون في الأشهر القليلة الماضية، والتي تمهد الطريق لتوجيه الاتهام للرئيس ترامب من أجل عزله.
Leave a Reply