مواجهات محتدمة تعكس صراع التيارات داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي
ديترويت
مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية للكونغرس الأميركي في 2 آب (أغسطس) القادم، يستعد الناخبون في ميشيغن للإدلاء بأصواتهم في العديد من التصفيات الحزبية الحاسمة، وسط منافسة محتدمة بين المرشحين في الدوائر ذات الانتماء الحزبي الواضح، حيث سيكون الفائز في الجولة التمهيدية قد قطع معظم الطريق للظفر بأحد مقاعد الولاية الـ13 في مجلس النواب الأميركي.
الدائرة 11
في أبرز المعارك الحزبية المرتقبة، ستشهد «الدائرة 11» في مقاطعة أوكلاند، أقوى المواجهات الديمقراطية–الديمقراطية بين النائبَين آندي لفين وهايلي ستيفنز، اللذين تلقيا ملايين الدولارات لصالح حملتها الانتخابية لخوض المعركة التي تعكس الصراع القائم بين التيارين التقدمي والتقليدي، داخل الحزب الديمقراطي.
وتحظى ستيفنز بدعم هائل من قوى الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة بحصولها على تبرعات تجاوزت ثلاثة ملايين دولار من «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (آيباك) ولجان سياسية أخرى مرتبطة بها، وذلك على حساب النائب لفين الذي ينتمي لعائلة سياسية يهودية عريقة في مقاطعة أوكلاند، ويُعرف بتأييده للحقوق الفلسطينية وتبنّيه للأجندة التقدمية.
وفرضت إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في ميشيغن، المواجهة بين النائبين الديمقراطيين اللذين يسعيان للفوز بولاية تشريعية ثالثة تحت قبة الكابيتول في واشنطن.
ووفق خرائط الكونغرس الجديدة، تضم «الدائرة 11» المدن والبلدات التالية: بلومفيلد، فارمنغتون، ووترفورد، تروي، أوبرن هيلز، رويال أوك، برمنغهام، فيرنديل، أوك بارك، بيركلي، هانتينغتون وودز، بلزنت ريدج، ماديسون هايتس، هايزل بارك، بونتياك، كوميرس، ويكسوم، وايت ليك، وأورتشارد ليك وغيرها من القرى المجاورة.
ويحظى الحزب الديمقراطي بتأييد واسع في «الدائرة 11»، ما يعني أن أحد الفائزين لفين وستيفنز سيكون قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الظفر بمقعد الدائرة.
وبحسب البيانات الرسمية التي كشفت عنها حملة ستيفنز، تمكنت النائبة المنتمية إلى التيار التقليدي في الحزب الديمقراطي من جمع ما يقرب من ضعف التبرعات التي حصل عليها لفين المدعوم من قبل اللوبي اليهودي المنافس لـ«آيباك»، «جاي ستريت»، الذي تبرع لحملته بمبلغ 700 ألف دولار تقريباً.
وقبل حوالي شهر من المواجهة المرتقبة، بلغ رصيد حملة لفين 1.1 مليون دولار، في حين تجاوز رصيد حملة ستيفنز 1.8 مليون، وذلك بعد إنفاق كلا المرشحين حوالي مليوني دولار على مدى الأشهر الماضية.
الدائرة 12
في سباق ديمقراطي حاسم آخر، تخوض عضو الكونغرس الأميركي الحالية، رشيدة طليب، مواجهة مع كل من كليرك بلدية ديترويت، جانيس وينفري، والنائبة السابقة في مجلس ميشيغن التشريعي شانيل جاكسون، وعمدة قرية لاثروب كيلي غاريت.
وبحسب الحملات الانتخابية للمرشحين، تتقدم طليب بفارق شاسع على منافساتها الثلاث بحجم التبرعات، إذ تجاوز الاحتياط النقدي لحملتها في نهاية حزيران (يونيو) الماضي، 1.1 مليون دولار، في حين بلغ رصيد وينفري –أقوى منافسات طليب– حوالي 145 ألف دولار.
«الدائرة 12» التي تقع بمعظمها في مقاطعة وين، تضم غرب ديترويت ومعظم ديربورن هايتس، وكامل مدن ديربورن، ليفونيا، ريدفورد، غاردن سيتي، إنكستر، وستلاند، بالإضافة إلى مدينة ساوثفيلد وبعض المجتمعات الصغيرة المجاورة لها في مقاطعة أوكلاند، مثل بيفرلي هيلز وفرانكلين وبينغهام فارمز ولاثروب فيليدج.
وتميل هذه المجتمعات عادة لصالح الحزب الدمقراطي، ما يعني أن المرشحة الفائزة في جولة أغسطس التمهيدية ستمضي للفوز بمقعد الدائرة بسهولة في الجولة العامة المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
الدائرة 13
يتنافس تسعة ديمقراطيين في سباق 2 أغسطس التمهيدي في الدائرة التي تضم معظم مدينة ديترويت ومدن غروس بوينت، هاربر وودز، هامترامك، هايلاند بارك، ملفينديل، ريفر روج، إيكورس، لينكولن بارك، آلن بارك، وايندوت، ساوثغيت، تايلور، وين وروميلوس بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من مدينة ديربورن هايتس.
ويتقدم السناتور في مجلس ميشيغن التشريعي، آدم هوليير، على بقية المنافسين، من جهة القدرة على جمع التبرعات، حيث جمعت حملته حوالي 929 ألف دولار قبل شهر من موعد الانتخابات، أما الأكثر إنفاقاً في السباق فهو المرشح الهندي الأصل شري ثانيدار الذي تبرع لحملته بثمانية ملايين دولار من جيبه الخاص.
وإلى جانب هوليير وثانيدار، تشمل قائمة المنافسين كلاً من بورتيا روبرسون (438 ألف دولار)، مايكل غريفي (265 ألف دولار)، شارون ماكفايل (34 ألفاً)، جون كونيرز الحفيد، شيري داي–داغنوغو، سام ريديل، ولوري روتليدج.
وسيتمكن الفائز من حسم سباق مقعد «الدائرة 13» نظراً لانعدام فرص الجمهوريين في المنافسة بجولة نوفمبر النهائية.
الدائرة 3
في غرب ميشيغن، وتحديداً في منطقة غراند رابيدز، يخوض النائب الحالي عن المنطقة، الجمهوري بيتر ماير، مواجهة صعبة في الجولة التمهيدية مع المرشح المدعوم من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، جون غيبز.
ويسعى ترامب للإطاحة بماير كسائر النواب الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عزله في العام 2021 على خلفية اقتحام مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن.
لكن ماير الذي ينتمي لأسرة نافذة في غرب ميشيغن، يتقدم بفارق شاسع على منافسه الإفريقي الأميركي من جهة التبرعات الانتخابية، حيث بلغ رصيد حملته في نهاية يونيو الماضي 1.4 مليون دولار، مقابل 124 ألفاً فقط لحملة غيبز. وسيتواجه الفائز منهما مع المرشحة الديمقراطية هيلاري شولتون التي يتجاوز رصيد حملتها 900 ألف دولار.
وفي حين أن معظم مجتمعات «الدائرة 3» تميل تقليدياً للجمهوريين إلا أن الحزب الأزرق أظهر شعبية متزايدة في غراند رابيدز ومقاطعة كنت في انتخابات 2020، ما سيفتح باب المنافسة على مصراعيه في انتخابات نوفمبر القادم.
Leave a Reply