يعارض إقامة متاجر الماريوانا الترفيهية في المدينة .. ويؤيد الانفتاح على المجتمعات المحيطة
زينة جعفر – «صدى الوطن»
في إطار توسع الجالية العربية في منطقة ديترويت الكبرى، سجلت «صدى الوطن»، خلال السنوات الأخيرة، انتقال أعداد متزايدة من العرب الأميركيين للسكن والعمل وافتتاح الأعمال التجارية في مدينة غاردن سيتي الواقعة إلى الغرب من ديربورن هايتس، وما كان ذلك ليتحقق لولا التحسينات التي شهدتها المدينة تحت إدارة رئيس البلدية راندي ووكر، الساعي للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية في انتخابات 2 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
رغم المسؤوليات المحدودة المنوطة برئاسة البلدية في دستور المدينة، إلا أن ووكر الذي يتولى منصبه منذ العام 2009، لعب دوراً حيوياً في تحسين جودة الحياة والخدمات العامة في غاردن سيتي، حيث تبنى سياسة الانفتاح على المجتمعات المحيطة بما يخدم مصلحة المدينة وسكانها، عبر جذب الأعمال التجارية الجديدة وتحسين البنية التحتية والسلامة العامة.
وتتميز غاردن سيتي التي يقدّر عدد سكانها بنحو 27 ألف نسمة، بوقوعها على شارع فورد الحيوي الذي يربط الديربورنين بمدينة آناربر، مروراً بوستلاند وكانتون، بالإضافة إلى احتضانها لـ«مستشفى غاردن سيتي» الذي يعتبر أكبر مؤسسة خاصة في المدينة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 5.78 ميل مربع (حوالي 15 كلم مربع).
وبحسب تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي، يشكّل السكان البيض حوالي 90 بالمئة من المقيمين في غاردن سيتي، بمن فيهم ذوو الأصول الشرق أوسطية الذين يُحتسبون إحصائياً ضمن فئة الأميركيين البيض.
وتعتمد حكومة غاردن سيتي نظام «رئيس البلدية الضعيف» الذي يكلف «مدير البلدية» بمسؤوليات الإدارة اليومية لحكومة المدينة، بينما يتم الاعتراف بـ«رئيس البلدية» كأعلى منصب تنفيذي خلال الأنشطة والفعاليات الاحتفالية، إلى جانب منحه حق التصويت في المجلس البلدي وتقديم ودعم المقترحات والمراسيم البلدية، دون التمتع بحق النقض.
ورغم ذلك، فقد شهدت غاردن سيتي تطوراً لافتاً خلال عهد ووكر، حيث تمكن مسؤولو البلدية من تحسين الأمن وجودة الحياة في المدينة عبر شراء المزيد من سيارات الشرطة والإطفاء، وآليات الأشغال العامة، وتعبيد الطرقات، وإزالة الأنقاض والحشائش الضارة، ودعم الموظفين والمحاربين القدامى، إلى جانب العديد من التحسينات الأخرى.
كما أقر ناخبو البلدية خلال السنوات القليلة الماضية عدة استفتاءات ضريبية لتمويل المدارس والشرطة وتجديد الطرقات.
ووكر الذي تربطه علاقات وطيدة بفعاليات وقادة الجالية العربية في منطقة ديترويت، يتمتع بتاريخ طويل من الخدمة العامة، حيث خدم في القوات الجوية الأميركية لمدة أربع سنوات، وهو متطوع حالياً كضابط احتياط في دائرة شرطة غاردن سيتي، فضلاً عن كونه ممثل مجلس المدينة في «لجنة التخطيط البلدي»، ومدير «خدمات قدامى المحاربين» في مقاطعة وين.
وأفاد ووكر لـ«صدى الوطن» بأن حملته الانتخابية للاحتفاظ بمنصب رئاسة البلدية تتركز حول مواصلة تطوير غاردن سيتي من خلال مكافحة الآفات الضارة ودعم الموظفين العاملين في أقسام السلامة العامة (الشرطة والإطفاء والإسعاف)، ومساندة عائلات العسكريين وقدامى المحاربين، فضلاً عن الحفاظ على ميزانية متوازنة للبلدية.
ويفتخر رئيس بلدية غاردن سيتي بتأييد العديد من المشاريع المجتمعية التي تبناها مجلس المدنية مثل شراء «مركز رادكليف» الذي سيتم استخدامه لترفيه السكان وتطوير مؤهلاتهم من خلال إقامة دورات تعليم الكمبيوتر والحرف المتنوعة، إلى جانب توفير الأنشطة الرياضية لمختلف الفئات العمرية والبرامج الترفيهية المخصصة للأطفال وكبار السن.
واعتبر ووكر أن جزءاً أساسياً من مهامه كرئيس للبلدية، يتمثل في بناء علاقات متينة مع السكان وفعاليات المجتمع من أجل المضي قدماً بالمدينة نحو مستقبل أفضل. وقال: «أعتقد أن جزءاً من مسؤوليات رئيس البلدية هو بناء العلاقات مع السكان وأصحاب الأعمال وموظفي ورؤساء الأقسام في البلدية وأعضاء المجلس التربوي وقادة المدن المجاورة».
وأضاف: «بصفتي رئيساً للبلدية، فقد نجحت في تطوير العلاقات في هذه المجالات، ومن خلال العلاقات التي وطدتها معهم فهذا سوف يساعد على الاستمرار في قيادة غاردن سيتي بالاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى أن القرارات المستقبلية التي تنتظر المدينة ستكون «حاسمة للغاية». وشدد ووكر على أنه يوظّف صوته –كعضو في المجلس البلدي– «لتحقيق الأفضل لمدينة غاردن سيتي»، وأنه يضع مصالح السكان وتحسين ظروف معيشتهم اليومية وسلامتهم العامة على رأس أولوياته، منوهاً بضرورة تضافر جهود جميع المقيمين والموظفين والإداريين من أجل الصالح العام لمدينتهم.
وفي السياق، انتقد ووكر منافسه على منصب رئاسة البلدية في انتخابات نوفمبر القادم، مارك جايكوبس، بسبب تأييده لإقامة متاجر الماريوانا الترفيهية في المدينة، وهي خطوة يعارضها ووكر مفضلاً الاكتفاء بمتاجر الماريوانا الطبية.
وحثّ ووكر، سكان المدينة على التصويت بكثافة في الانتخابات المقبلة، وخاطبهم قائلاً: «لقد كان لي شرف الخدمة كرئيس لبلدية مدينتكم، وإنني أتطلع إلى الاستمرار في خدمتكم من خلال هذا الموقع، ومايزال في جعبتي الكثير من العمل الذي أريد القيام به لتطوير غاردن سيتي والمضي بها قدماً نحو مستقبل أفضل».
Leave a Reply