الرياض – بعد الاتفاق على إعادة العلاقات مع إيران، وفي خطوة جديدة تظهر جدية الرياض في الخروج من العباءة الأميركية، وافقت المملكة السعودية، الأربعاء الماضي، على الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين بصفة «شريك للحوار».
وفي إشارة جديدة إلى تزايد روابط المملكة الخليجية مع البلد الآسيوي العملاق، وافق مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز على قرار الانضمام لمنظمة شنغهاي التي تأسست عام 2001 كمنظمة سياسية واقتصادية وأمنية لآسيا الوسطى بمواجهة المؤسسات الغربية. وإلى جانب الصين، تضم المنظمة ثماني دول هي روسيا والهند وباكستان وكازاخستان ودول أخرى من دول الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى. كما تضم دولاً أخرى لها صفة مراقب أو شريك في الحوار مثل إيران ومصر وقطر.
ويأتي انضمام السعودية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الكشف عن اتفاق مهم رعته بكين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
وانخرطت إيران والسعودية وهما خصمان اقليميان في نزاعات إقليمية بالوكالة مثل الحرب في اليمن.
وأوضحت الرياض أنه رغم انخراطها في جولات مباحثات ثنائية سابقة مع طهران إلا أن وساطة الرئيس الصيني شي جينبينغ شكّلت «جسراً» بين القوّتَين الإقليميّتَين البارزتين في الخليج.
وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة، رغم توتر هذه العلاقة بسبب قضايا من بينها سجل المملكة في مسألة حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة «أوبك بلس» العام الماضي، رغماً عن الإرادة الأميركية.
وتستعد السعودية وإيران لإعادة فتح سفارتيهما في طهران والرياض مع توقع اجتماع بين وزيري خارجية البلدين قبل نهاية شهر رمضان على ما ذكرت وسائل اعلام سعودية.
وأشاد جينبيغ بالتحسن الأخير في العلاقات بين إيران والسعودية، خلال اتصال هاتفي الثلاثاء الماضي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده منذ توليه المنصب عام 2017.
وفي أول تعليق له حول هذا الاتفاق، أكد شي أن الحوار الذي ترعاه الصين «سيضطلع بدور رئيسي في تعزيز الوحدة والتضامن الإقليميين».
واستكمالاً لعودة العلاقات بين الرياض وطهران برعاية صينية، الأسبوع الفائت، كانت لافتة صورة السفير السعودي عبد العزيز الشمري في بغداد إلى جانب نظيره الإيراني صادق آل صادق تلبية لدعوة الأخير إلى مأدبة إفطار. ومن المنتظر أن يجتمع وزيرا خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وإيران حسين أميرعبد اللهيان، خلال شهر رمضان الحالي، وفق ما اتفقا خلال اتصالين هاتفيين في غضون بضعة أيام.
Leave a Reply