فلسطين – لا يزال الشارع الإسرائيلي تحت تأثير الصدمة عقب إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة وسوريا، وبعد عمليتي الغور وتل أبيب، اللتين جاءتا رداً على انتهاكات الاحتلال للمسجد الاقصى، الأمر الذي استنفر دولة الاحتلال على المستويين السياسي والأمني. هذه الصدمة انعكست ضعفاً في الرد الإسرائيلي على صواريخ لبنان وغزة وسوريا خشية الانزلاق إلى حرب واسعة تشمل كل أطراف محور المقاومة، تكون خسارة إسرائيل فيها حتمية بعد تآكل قدرتها على الردع. يُضاف إلى ذلك الانتقادات الواسعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته التي فقدت السيطرة من خلال التعامل مع الأحداث الأخيرة.
تصاعد حدة التوتر على الجبهات الثلاث بين إسرائيل وفصائل المقاومة، جاء إثر اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، حيث نقلت وسائل الإعلام اعتداءات الشرطة الوحشية على المصلين. وقد مثلت صواريخ لبنان وغزة والجولان تحذيراً واضحاً وعملياً، بعيداً عن الشعارات، بأن أي اعتداء جديد على الأقصى والقدس سيأخذ المنطقة إلى حرب شاملة مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعربية عموماً، وهو ما دفع قادة إسرائيل من أصحاب الرؤوس الحامية إلى التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أية خطوة غير محسوبة النتائج، في ظل جبهة داخلية متضعضعة وغير جاهزة لمواجهة مماثلة، لا عسكرياً ولا سياسياً. وتأكيداً لذلك، قرر الكابينت الاسرائيلي التراجع عن الانتهاكات للمسجد الأقصی من خلال منع وصول اليهود إليه حتى نهاية شهر رمضان، وهو ما استدعى انتقادات عنيفة لنتنياهو من قبل وزرائه المتطرفين. وربطت تسريبات إعلامية هذا التراجع الإسرائيلي بأن حركة «حماس» في لبنان –والتي التقى وفد رفيع منها برئاسة إسماعيل هنية الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله منذ أيام– حصلت علی صواريخ استراتيجية بعيدة المدی ودقيقة من «حزب الله».
وسط كل ذلك، يستعد العالم لإحياء فعاليات «يوم القدس العالمي» تحت عنوان «الضفة درع القدس» حيث تخرج في هذا اليوم مسيرات مليونية في العديد من الدول العربية والإسلامية نُصرةً للقضية الفلسطينية ومساندة للشعب الفلسطيني، ولتذكير العالم بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية. كما تستمر الدعوات للحشد والمشاركة الواسعة في صلاة الفجر يوم الجمعة المقبل (يوم القدس) في المسجد الأقصى المبارك ومساجد الضفة الغربية، ضمن حملة «الضفة درع القدس»، نصرة للمرابطين والمسجد الأقصى وتحدياً للاحتلال. وكان نحو 20 ألف مصلّ ومعتكف، قد أدّوا يوم الأربعاء الماضي، صلاة العشاء والتراويح في باحات المسجد الأقصى المبارك، في اليوم الـ21 من شهر رمضان متحدين كل إجراءات الاحتلال.
ميدانياً، تمكن شبان فلسطينيون، الأربعاء الماضي، من إحراق برج عسكري تابع لجيش الاحتلال عند حاجز مخيم شعفاط في مدينة القدس المحتلة. كما اندلعت مواجهات بعد منتصف الليل، بين شبان وقوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة القدس، فيما أطلق جيش الاحتلال قنابل ضوئية في أجواء بلدتي الرام وجبع شمال المدينة. وأفادت مصادر مقدسية، باندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال عند باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى في البلدة القديمة، حيث تصدى الشبان للقوات بإطلاق المفرقعات النارية. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاه الشبان، إضافة إلى ملاحقتهم في الشوارع الضيقة.
وفي الخليل، اندلعت أيضاً، مواجهات في مخيم العروب وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز من قوات الاحتلال باتجاه المواطنين، والتي اعتقلت، 13 فلسطينياً خلال حملة دهم نفذتها الخميس الماضي في الضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة مواطنين من عائلة واحدة، في بلدة العوجا، شمال مدينة أريحا. وأشار الناطق باسم جيش الاحتلال إلى تعرض قوة عسكرية لعملية إطلاق نار عبر سيارة مسرعة قرب قرية طمون من دون وقوع إصابات. ومساء الأربعاء الماضي أيضاً، اقتحمت قوات الاحتلال، قريتي جلبون وفقوعة شمال شرقي جنين، واعتقلت شاباً من بلدة يعبد عند حاجز عسكري.
Leave a Reply