واشنطن – اتهمت منظمة عربية أميركية كتاب الأعمدة المحافظين في أميركا والصحف اليمينية في نيويورك بشن حملة عنصرية مناهضة العرب في الولايات المتحدة، على خلفية الجدل الدائر بشأن أول مدرسة أميركية حكومية لتعليم اللغة العربية في نيويورك. وقالت اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي) إنها تشعر بقلق عميق بسبب الانتقادات الحادة التي يشنها كتاب الأعمدة المحافظون وصحيفتا «نيويورك بوست» و«نيويورك صن» فيما يتعلق بأكاديمية خليل جبران الدولية، وهي أول مدرسة عربية عامة في مدينة نيويورك.وقالت ماري روز عوكر، رئيسة الـ«أي دي سي» إن لجنتها تشعر بقلق شديد بسبب «التوصيف المستمر للعرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين بأنهم إرهابيون أو متعاطفون مع الإرهابيين وهو نمط عكسته بعض التعليقات بشأن المدرسة».ووصفت عوكر هذه التعليقات بأنها «تحريض غير مسؤول» بل و«خطير» ويقود إلى تنميط المسلمين والعرب في أميركا.كما دعت رئيسة اللجنة إلى عدم ترك هذه «الأصوات غير العقلانية» أن تُخرج القضية عن مسارها وتعيق بناء المدرسة.وقالت عوكر إن مسؤولين أميركيين رحبوا بإنشاء المدرسة، مثل جويل كلاين، مستشار التعليم في نيويورك، ومايكل بلومبيرغ، رئيس بلدية المدينة، وإدوارد كوش، رئيس البلدية السابق، مشيرة إلى وجود أكثر من 60 مدرسة مشابهة في مدينة نيويورك وحدها، تركز على تعليم لغات وثقافات مختلفة، مثل الفرنسية والأسبانية والصينية والروسية واليونانية والكورية، وغيرها.لكن الـ«أي دي سي» أشارت إلى صعود أصوات وصفتها بالتعصب منذ الإعلان عن المدرسة في شباط (فبراير) الماضي، من بينها مسؤولون أميركيون وكتاب محافظون، وصحيفتا «نيويورك بوست» و«نيويورك صن».وكانت صحيفة «نيويورك بوست»، المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة ضد العرب والمسلمين، وعدد من المنظمات المناهضة للعرب، قد حاولت ربط ناشطات في منظمة عربيات ناشطات في الفن والإعلام، بما وصفته «بالإرهاب» بسبب وجود كلمة «انتفاضة» على قمصان رياضية وزعتها المنظمة، تعبيرا عن المناداة بتحرر الفتيات.كما شن كتاب وناشطون مناهضون للعرب والمسلمين حملة على المدرسة، ومن بينهم الكاتب الصهيوني المعروف دانيل بايبس، المعروف بتأييده للاحتلال الإسرائيلي،وقد انتهت الحملة المناهضة لأكاديمية جبران باستقالة دابي المنتصر، وهي ناشطة أميركية من أصل يمني، وتعيين مديرة جديدة للمدرسة هي دانييل سالزبيرغ، وهي يهودية أرثوذكسية، والتي أثار اختيارها استهجان الكثيرين، لكونها لا تجيد العربية.وقال بيان الـ«أي دي سي»، إن جهود نزع الشرعية عن أكاديمية خليل جبران الدولية بدأت مع الإعلان عن المدرسة. ولا لشيء سوى تقديم المدرسة لفصول عربية، بدأ المناهضون للعرب حملتهم بشعارات مثل «مدرسة الجهاد» وحملة بعنوان «أوقفوا المدرسة».يُشار إلى أن منظمات إسلامية ويهودية ومسيحية في الولايات المتحدة أعلنت عن حملة مضادة للاتهامات التي تُوجه لأكاديمية خليل جبران، من كتاب وصحف اليمين المحافظ؛ حيث قامت هذه المنظمات الاثنين الماضي عن تنظيم مسيرة سلمية لدعم الأكاديمية جبران ضد الحملة التي تتعرض لها.وقد رعى هذه المسيرة منظمات وهيئات عربية وإسلامية ويهودية ومسيحية، ومن بينها كنيسة براون التذكارية المعمدانية، ومركز العائلات المهاجرة، ومجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، ومنظمة يهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية.كما أعلنت عدة منظمات أخرى عن تأييدها لهذه الحملة، ومن بينها المعهد الإسلامي الإفريقي الأميركي، وائتلاف العدالة في الشرق الأوسط، فضلا عن عدد من الأشخاص الداعمين للحدث، ومن بينهم رموز عامة ورجال دين مسيحيين ويهود منهم جمعية «يهود من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية» والكنيسة المعمدانية للعائلات المهاجرة وغيرها.
(أميركا إن أرابيك)
Leave a Reply