انتقدت الحكومة اللبنانية بشدة إطلاق خمسة صواريخ من جنوب البلاد باتجاه منطقتي نهاريا وشلومي شمالي إسرائيل صباح الخميس، ما أسفر عن إصابة أربعة اسرائيليين بجروح، مؤكدة أن «حزب الله» نفى مسؤوليته عن الهجوم، فيما أعلنت تل أبيب حالة الاستنفار القصوى.وطالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في بيان بتصعيد الإجراءات الأمنية والتعاون مع قوات حفظ السلام الدولية (يونوفيل) لمنع تكرار مثل هذه الأعمال. كما دعا إلى فتح تحقيق في الهجوم، مدينا في الوقت ذاته الرد الإسرائيلي عليه.
وأكد السنيورة تمسك حكومته بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006. واعتبر أن إطلاق الصواريخ من تدبير من وصفها بأطراف متضررة من استمرار الاستقرار في لبنان وأنها تريد الإيقاع به لاستدراجه إلى أوضاع لا يريدها ولكنها تخدم المخطط الإسرائيلي على حد تعبيره.من جهة أخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الإعلام اللبناني طارق متري قوله إن حزب الله أبلغ الحكومة بأنه لا علاقة له بإطلاق الصواريخ على المناطق الاسرائيلية.وإزاء تلك التصريحات اتهم الوزير الإسرائيلي رافي إيتان فلسطينيين مقيمين بلبنان بأنهم وراء إطلاق الصواريخ وليس حزب الله. وأضاف أن «المسؤولية تقع كاملة على الحكومة اللبناني».وفي وقت سابق اتهمت مصادر إسرائيلية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بالوقوف وراء الهجوم.وقد أحجم المسؤول الإعلامي في الجبهة أنور رجا عن تأكيد أو نفي أن تكون حركته هي التي أطلقت الصواريخ. وقال في تصريحات للجزيرة إنه لو استطاعت الجبهة أن تدافع عن الشعب الفلسطيني فلن تبقى في موقف المتفرج.حالة استنفارمن جانبها أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الاستنفار على حدودها الشمالية. وقالت الإذاعة إن الجيش يتحرى عما إذا كان حزب الله قد أطلق تلك الصواريخ. وأضافت أن الجيش استنفر قواته على الحدود مع لبنان. وفي أول رد فعل على إطلاق الصواريخ، قصف منطقة الإطلاق بخمسة قذائف مدفعية. كما طلبت قيادة الجبهة الشمالية بإسرائيل إقفال المدارس في المستوطنات المحاذية للحدود وحثت على البقاء في مناطق آمنة.كما بدأت القيادة العسكرية الإسرائيلية في شمال إسرائيل اجتماعا طارئا لبحث الموقف. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الصواريخ المستخدمة هي من الطراز القديم والقصير المدى.وقال مراسلون في بيروت أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق بكثافة فوق القطاع الغربي بالجنوب. واعلنت مصادر إسرائيلية استبعادها أن يكون حزب الله وراء عملية إطلاق الصواريخ.وأفاد مراسل الجزيرة أن القوات الدولية في لبنان تقوم بعمليات مسح شاملة للمنطقة التي أطلقت منها الصواريخ على إسرائيل. وقال الجيش اللبناني إنه أقام حواجز عدة في المناطق للتدقيق في هويات المارة. وقد دعا قائد قوة حفظ السلام في لبنان كلاوديو جراتسيانو بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس لتفادي تصعيد الموقف. وأضاف أن قواته اتخذت خطوات فورية لمعرفة مصدر إطلاق الصواريخ ونشرت قوات إضافية مع الجيش اللبناني.
يشار إلى أنه قبيل العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت السلطات اللبنانية فككت في منطقة الناقورة عددا من صواريخ الكاتيوشا كانت معدة للاطلاق.
Leave a Reply