شكل الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جبهة موحدة في مسعى لتكثيف الضغوط على ايران وسوريا ومواصلة المسار في أفغانستان رغم الاختلافات الاستراتيجية الاقتصادية. ووسط أجواء احتفالية خلال “زيارة دولة” يقوم بها كاميرون للولايات المتحدة استمرت ثلاثة أيام، رفع الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء البريطاني الكلفة بينهما وكان كل منهما ينادي الاخر باسمه الاول وأكدا تضامنهما في مواجهة التحديات الامنية العالمية التي اختبرت التحالف بين الدولتين.
وخلال مأدبة عشاء أقيمت على شرف رئيس الوزراء البريطاني، الاربعاء الماضي، شرب كاميرون نخب أوباما وامتدحه فيما يقترب من مباركة للرئيس الديمقراطي في عام انتخابات الرئاسة الاميركية. واستغل الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا ليهيلا الضغوط على ايران بسبب برنامجها النووي ويحذران الرئيس السوري بشار الاسد من العواقب، بما في ذلك محاكمة محتملة عن جرائم الحرب اذا استمر في حملته القمعية الدامية ضد معارضيه.
وقال أوباما ان فرصة التوصل الى حل دبلوماسي للخلاف مع ايران بشأن برنامجها النووي تتقلص وشجع طهران على استغلال فرصة المحادثات مع القوى الكبرى لتفادي “عواقب أسوأ”. وأضاف أوباما في مؤتمره الصحفي المشترك مع كاميرون ان ايران تميل الى المماطلة والتسويف في المحادثات مع القوى الكبرى. وقال كاميرون انه اذا لم يتنح الرئيس السوري في اطار عملية لانتقال السلطة ستكون “العاقبة الحتمية هي حرب أهلية أو ثورة”. لكنه اوضح هو والرئيس الاميركي انهما لا يؤيدان تدخلا عسكرياً غربياً على غرار ما حدث في ليبيا ولم يعرضا خطوات جديدة.
وركزت محادثات البيت الابيض أيضا على الحرب في أفغانستان ورفض الزعيمان دعوات مطالبة بتسريع عملية الانسحاب بعد مذبحة ارتكبها جندي أميركي وقتل فيها 16 مدنيا أفغانيا غالبيتهم من النساء والاطفال.
وقال الرئيس الاميركي انه لا يتوقع اي تغيير “فجائي” في الخطط الاميركية لسرعة سحب القوات من افغانستان. وكان أوباما يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب اجتماعه في البيت الابيض مع رئيس الوزراء البريطاني. وأوضح أوباما وكاميرون انهما يريدان في الوقت الراهن الالتزام باستراتيجية حلف شمال الاطلسي التي تدعو الى نقل المسؤولية الامنية الى السلطات الافغانية بحلول عام 2013 وسحب القوات القتالية بحلول نهاية عام 2014 . وستبحث قمة للحلف تعقد في شيكاغو في أيار (مايو) المزيد من التفاصيل. وقال أوباما “فيما يتعلق بالسرعة، لا أتوقع في هذه المرحلة أن نجري أي تغييرات اضافية فجائية على الخطة التي لدينا الآن”.
Leave a Reply