لندن – أفاد برنامج اتصالات الهواتف الذكية والأبحاث الصحية البريطاني أنه لا يوجد أي رابط بين استخدام الهواتف النقالة والإصابة بمرض السرطان، ما دفع العديد من العلماء الى التشكيك بالدراسة مطالبين «بعدم تكرار أخطاء الماضي».
وتوصلت الدراسة التي استمرت ١١ عاماً الى أنه «لا توجد أدلة» على أن التعرض لمحطات التقوية الخاصة بالهواتف النقالة أثناء الحمل يرفع خطر الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال.
وأفاد البروفسور ديفيد كوغون معدّ البرنامج أن البحث قد اكتمل ووصل لنتيجة «أنه لا توجد أي أخطار صحية من الموجات المنبعثة من محطات التقوية»، مؤكداً أن الأبحاث أكدت على سلامة أنظمة التقنيات الحديثة بحسب تقرير نشرته صحيفة «دايلي ميل» البريطانية.
ووصلت تكلفة البحث الذي قام به البرنامج الى أكثر من ١٥ مليون دولار، بتمويل من الحكومة البريطانية وهيئة الاتصالات. وتوصل البحث الى أن تقنيات الهواتف النقالة والـ«واي فاي» لا تسبب مرض السرطان ولا تمثل أي خطر على الصحة العامة.
وحذر علماء أميركيون خلال جلسة استماع أمام الكونغرس من أن العلاقة المحتملة بين الهواتف الجوالة وسرطان الدماغ قد تشهد مسار العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة التي استغرق الأمر خمسين عاماً ليقر بها الصناعيون والمواطنون العاديون. ولا يزال العلماء حتى الآن منقسمين حول تأثير الحقول المغناطيسية التي تبثها الهواتف الجوالة على بيولوجيا الإنسان.
وقال ديفيد كاربنتر اختصاصي الصحة العامة واستاذ الصحة البيئية في «جامعة ألباني» (نيويورك) مبدياً قلقه في وقت سابق أمام لجنة الإصلاحات في مجلس النواب «علينا عدم تكرار ما حصل بشأن التدخين وسرطان الرئة حيث جادلت بلادنا في كل تفصيل من المعلومات قبل أن يتم تحذير الجمهور».
وقال كاربنتر إنه «ينبغي لزوم الحذر في غياب الدليل القاطع على حجم المخاطر» ولا سيما بالنسبة للاطفال والأحداث الذين يعتبر دماغهم أكثر حساسية، داعياً بإلحاح الى «أبحاث عاجلة» حول المسألة.
وقال الطبيب رونالد هيربرمان مدير أحد أهم عشرة مراكز ابحاث اميركية حول السرطان في «جامعة بيتسبرغ» (بنسلفانيا) انه «على ضوء السبعين عاما التي امضيناها قبل انتزاع مادة الرصاص من الدهانات والخمسين عاماَ التي استغرقها اقرار الرابط بين التدخين وسرطان الرئة بشكل مقنع، اؤكد انه يجدر بنا استخلاص العبر من الماضي حتى نفسر بطريقة أفضل مؤشرات المخاطر المحتملة».
وأسف الخبراء الذين تم استجوابهم لكون غالبية الدراسات المتوافرة والتي تؤكد عدم وجود مخاطر بالإصابة بالسرطان بسبب الهواتف الجوالة، اجريت على أشخاص لم يستخدموا الهاتف الجوال إلا لفترة قصيرة. وقال هيربرمان إن «معظم هذه الدراسات متقادمة وتشوبها مشكلات في المنهجية ولا تشمل عدداً كافياً من الاشخاص الذين يستخدمون الهاتف الجوال منذ فترة طويلة».
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت مستخدمي الهواتف النقالة في 2011 من أن الإكثار من استخدام هواتفهم قد يؤدي لمرض السرطان، ورجحت المنظمة استخدام التقنيات الحديثة التي تغني عن الإمساك بجهاز الهاتف النقال، وذلك للتقليل من التعرض للانبعاثات الإشعاعية. وقد صدر التحذير بعد أن أعلنت دراسة بحثية عن أن استخدام الهاتف النقال لمدة نصف ساعة يومياً قد يزيد من خطر الإطابة بأورام المخ بنسبة 40 بالمئة.
Leave a Reply