دمشق – هشام معظماني شاب سوري فـي الـ24 من العمر خاض رحلة ملحمية فرارا من أهوال الحرب فـي سوريا حتى وصل إلى ألمانيا مرّ خلالها بصعاب كبيرة. فقد استجمع هشام قوته وجمع أهم ثلاثة أشياء من متعلقاته الشخصية (جواز السفر وقلم ليزر وهاتفا محمولا) ووضعها فـي كيس بلاستيكي داخل حقيبة من النايلون لحمايتها من البلل، ثم وقف يستطلع وجهته من أحد أطراف تركيا باتجاه الجزيرة اليونانية التي كان قاصدا إياها. وقد نفد ماله ولم يتمكن من تدبير مبلغ الألف دولار التي أرادها المهربون لوضعه فـي أحد القوارب المطاطية التي تكتظ براكبيها من اللاجئين الفارين، ورغم أنه يعرف السباحة فإنه لم يسبق له أن سبح خمسة كيلومترات عبر هذا المضيق الذي هو خياره الوحيد للوصول إلى أوروبا. ولم يستغرق هشام طويلا فـي تفكيره فألقى بنفسه فـي الماء البارد وحدد هدفه صوب الجزيرة التي أراد الوصول إليها, لكنه عندما بلغها اكتشف استحالة تسلق أرضها لوعورتها فاستمر فـي السباحة حتى رأى سفـينة قريبة أشار إليها لنجدته مستخدما قلم الليزر، وعندها انتشلته قوات خفر السواحل اليونانية وأنزلته على الشواطئ الأوروبية. ويعتقد هشام أنه أول لاجئ يسبح فـي هذا الممر المائي الضيق بين تركيا والجزر اليونانية.
Leave a Reply