قائد شرطة ديربورن يدعو السكان إلى الحذر والهدوء

سامر‭ ‬حجازي‭ – ‬‮«‬صدى‭ ‬الوطن‮»‬

فـي أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شنها تنظيم «داعش» فـي لبنان وفرنسا ونيجيريا وما استجرته من مواقف وتعليقات متحيزة تندد بالدين الإسلامي وتحذر من استقدام اللاجئين إلى الولايات المتحدة، سادت أجواء من القلق والتوتر فـي مجتمعات الجاليات العربية والإسلامية فـي أميركا، لاسيما فـي مدينة ديربورن وذلك بعد قيام جندية سابقة فـي الجيش الأميركي تدعى سارا بيبي بإطلاق تغريدة على صفحتها بموقع «تويتر» تؤلب فـيها الأميركيين على مسلمي المدينة.

وعلى خلفـية هذه الأجواء التي يسودها الحذر والتوجس من قبل العرب الأميركيين فـي مدينة ديربورن، أجرت صحيفة «صدى الوطن» حواراً خاصاً مع قائد شرطة المدينة رونالد حداد لاستكشاف حالة المدينة ومعرفة الاحتياطات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة المختصة لتأمين سلامة السكان.

وبادئ ذي بدء، أكد حداد أن شرطة المدينة تبذل أقصى جهودها من أجل تأمين سلامة الناس مشيراً الى أن دائرة الشرطة وُضعت فـي حالة تأهب قصوى لدرء أية مخاطر محتملة على أهالي المدينة، وقال «إن التهديدات التي أطلقتها الجندية السابقة سارا بيبي قد تمت إحالتها إلى مكتب المدعي العام الأميركي لدراستها وتحميل صاحبتها ما يترتب عليها من عواقب محتملة».

ونوّه إلى أن تغريدة بيبي كان لها أثر حاسم فـي إشاعة مشاعر التوتر والتوجس لدى عرب المدينة ومسلميها وأن قسم الشرطة فـي المدينة تلقى مئات الاتصالات الهاتفـية بشأن تلك التغريدة وما تضمنته من تهديد.

وقال: إنه من أجل تهدئة روع السكان وتأمين حمايتهم بالشكل الأمثل، فقد عمدت شرطة المدينة إلى التعاون مع وحدة خاصة تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، إضافة إلى تكثيف دروياتها، خلال الأسبوعين الأخيرين، داخل المدينة وعلى حدودها.

وأضاف بالقول «على السكان أن يهدّئوا من روعهم وأن يشعروا بالأمان، فالقوى الأمنية تقوم بواجبها، وكذلك سكان المدينة الذين يراقبون الأوضاع ويقومون بإخبار السلطات بأية تحركات مريبة ويرصدون المظاهر المثيرة للشكوك». وتابع «لقد قمنا بنشر دوريات وعناصر الشرطة بشكل مكثف فـي محيط دور العبادة والمدارس والأسواق التجارية».

وقال قائد الشرطة «لقد تلقينا العديد من البلاغات والشكاوى المتخوفة وقمنا بالاستجابة لها ولكن تبين لنا أنها غير صحيحة». وأضاف «لقد انتشرت بين سكان ديربورن تغريدات تحمل تهديدا لهم إضافة إلى إنذار تم تدواله عبر الرسائل الهاتفـية القصيرة يحذر السكان من تهديد محتمل عبر الرسائل البريدية، ولدى تحرينا حول الموضوع، تبين أن جميعها مفبركة». 

وقال «ورغم أنه تبين لنا أن تلك التهديدات مجرد إشاعات فقد واصلنا جهودنا فـي مراقبة وتحري أية نشاطات مشبوهة بغض النظر عن صحتها، لاسيما وأنه قد تم استهداف بعض المساجد ومنازل المسلمين فـي بعض الولايات الأخرى وفـي كندا خلال الأسابيع الأخيرة».

وشدد حداد على ضرورة توخي الحذر والاتصال بالشرطة لدى معاينة أية حالة مشبوهة، وقال «إذا رأيت سيارة قرب منزلك ولم تكن تتوقع قدوم أحد، فقم بالاتصال بالشرطة مباشرة، وإذا كنت فـي محل تجاري، أو قرب مدرسة، وشاهدت سيارة غريبة، فلا تتردد بالاتصال بالشرطة». 

وأكد أنه على المواطنين أن لا يتهاونوا مع أي سلوك أو مظهر غريب ومثير للشك وخاصة فـي أيام العطل والأعياد، وقال «عليك أن تكون حذراً من كل ما يحيط بك وتقوم بإخبارنا، ولكن فـي نفس الوقت أكمل القيام بشؤونك اليومية وعش حياتك الطبيعية». للاتصال والإبلاغ عن أية حالات مشبوهة يمكن الاتصال على الرقم 3139433030 أو عبر نظام «نيكسل».