واشنطن – قامت إسرائيل سراً بتسليح وتمويل ما لا يقل عن 12 جماعة متمردة في جنوب سوريا «ساعدت في منع المقاتلين والمسلحين المدعومين من إيران من السيطرة على مواقع قريبة من الحدود الإسرائيلية في السنوات الأخيرة»، وفقاً لما ذكرته مجلة «فورين بوليسي» نقلاًَ عن أكثر من 24 قائداً وعضواً من هذه الجماعات.
وشمل برنامج التسليح العسكري، الذي انتهى في تموز (يوليو) من هذا العام، بنادق هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات هاون وسيارات نقل.
ووفقا لما ذكرته المجلة، اليوم الخميس الماضي، قامت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتسليم الأسلحة عبر ثلاث بوابات تربط بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا– وهي نفس المعابر التي كانت إسرائيل تستخدمها لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان جنوب سوريا الذين عانوا من سنوات الحرب.
وأشارت المجلة، نقلاً عن متمردن وصحافيين محليين، إلى أن إسرائيل دفعت رواتب للمقاتلين المتمردين، بواقع نحو 75 دولاراً لكل متمرد في الشهر، وقدمت أموالاً إضافية كانت تستخدمها الجماعات لشراء الأسلحة في السوق السوداء السورية.
وأثارت المدفوعات، إلى جانب الخدمة التي كانت تحصل عليها إسرائيل في المقابل، توقعات بين المتمردين بأن إسرائيل سوف تتدخل إذا حاولت القوات الموالية لبشار الأسد التقدم في جنوب سوريا.
وعندما قامت قوات النظام المدعومة بالقوة الجوية الروسية بالتحديد خلال الصيف الماضي بشن هجمات على المتمردين، لم تتدخل إسرائيل، تاركة الجماعات تشعر بالخيانة.
وقال أحد المتمردين، لم يتم ذكر اسمه «هذا درس لن ننساه لإسرائيل. إنها لا تهتم بالأشخاص ولا بالمشاعر الإنسانية. كل ما تهتم به هو مصالحها الخاصة».
وحاولت إسرائيل إبقاء علاقتها بالجماعات سرية. وعلى الرغم من أن بعض الإصدارات قد تحدثت عن تلك العلاقة، فإن المقابلات التي أُجرتها مجلة «فورين بوليسي» مع أعضاء الميليشيات عن تلك العلاقة، تقدم أكثر المعلومات تفصيلاً حتى الآن عن دعم إسرائيل للجماعات المتمردة.
وذكرت المجلة أن كل المقاتلين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم وفصائلهم.
وأشارت المجلة إلى أن كمية الأسلحة والأموال التي نقلتها إسرائيل إلى الجماعات– التي تضم آلاف المقاتلين– صغيرة مقارنة بالمبالغ التي قدمتها دول أخرى مشاركة في الحرب التي مضى عليها سبع سنوات. وحتى في أوج برنامج المساعدات الإسرائيلي، في وقت سابق من هذا العام، اشتكى قادة المتمردين من أنه غير كاف.
لكن المساعدة مهمة لعدة أسباب، إذ إنها تشير إلى أن إسرائيل تحاول منع إيران من ترسيخ وضعها في سوريا، إلى جانب الضربات الجوية على المعسكرات الإيرانية والضغط السياسي الذي سعت اسرائيل إلى تحقيقه من خلال روسيا، القوة المهيمنة في سوريا.
كما أثيرت تساؤلات حول توازن القوى في سوريا في الوقت الذي تبدو فيه الحرب هناك باتجاه سبيلها للانتهاء. وبينما لا تبدي القوات الإيرانية التي ساعدت الأسد على إلحاق الهزيمة بالمتمردين، أي ميل للانسحاب من البلاد، فإن احتمال أن تصبح سوريا نقطة المواجهة بين إسرائيل وإيران يلوح في الأفق.
ورفض متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق على هذا التقرير.
Leave a Reply