إسدال الستار على قضية هزت الولايات المتحدة
مينيابوليس
بعد أشهر عصيبة تخللتها احتجاجات وأعمال شغب طالت معظم المدن الأميركية الكبرى، أسدل الستار، يوم الثلاثاء الماضي، على قضية مقتل الإفريقي جورج فلويد في مدينة مينيابوليس، بإدانة الشرطي السابق، ديريك شوفين، بتهمة القتل العمد من الدرجة الثانية وجميع التهم الأخرى المنسوبة إليه بعد محاكمة استمرت نحو ثلاثة أسابيع.
وقوبل قرار هيئة المحلفين بإدانة شوفين بمشاعر الارتياح والفرح في أوساط المتظاهرين والنشطاء في حركة «حياة السود مهمة» الذين وقفوا أمام مبنى المحكمة بانتظار الحكم.
وقد سارع الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الاتصال بعائلة فلويد معرباً عن «ارتياحه» لقرار هيئة المحلفين، وقال لابنة الضحية إن والدها «سيغير العالم».
وفي المكالمة التي تشاركت عائلة فلويد في مينيابوليس تسجيلاً لها على وسائل التواصل الاجتماعي، قال بايدن «نحن جميعاً نشعر بالارتياح»، مضيفاً أن الحكم «في غاية الأهمية» ومتعهداً بإحضار العائلة على متن الطائرة الرئاسية لزيارة البيت الأبيض.
وأكد بايدن أن «الحكم في قضية فلويد هو خطوة عملاقة إلى الأمام نحو التخلص من العنصرية الممنهجة ونحو أميركا أكثر عدلاً»، مشيراً إلى أن « العنصرية الممنهجة هي وصمة تلطخ روح أمتنا».
وأدين شوفين بالتهم الثلاث الموجهة إليه: القتل والقتل غير العمد والعنف المتعمد، إذ تسبب الشرطي السابق بوفاة فلويد عندما ضغط بركبته على رقبة الأميركي من أصل أفريقي، البالغ من العمر 40 عاماً، لأكثر من تسع دقائق، في 25 أيار (مايو) 2020، مطلقاً شرارة احتجاجات ضد «العنصرية وعنف الشرطة» في الولايات المتحدة وحول العالم.
وأُوقف فلويد في أحد شوارع مينيابوليس بولاية مينيسوتا للاشتباه في استخدامه عملة مزورة بقيمة 20 دولاراً لشراء علبة سجائر. وأثار مقتله الذي صوره مارة مباشرة، حركة احتجاجية تاريخية ضد «العنصرية وعنف الشرطة» في الولايات المتحدة.
وخلال المحاكمة أكد شوفين براءته، بينما قال محاميه إن فلويد توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ترافقت مع مشاكل في القلب بينما كانت الشرطة تحاول السيطرة عليه.
لكن الادعاء رأى أن وفاته ترجع إلى «انخفاض مستوى الأوكسجين» الناجم عن الضغط على رقبته تحت ركبة الضابط بينما كان الأميركي الأسود مستلقياً على بطنه ويداه مقيدتان خلف ظهره.
ورأى خبراء استدعاهم الاتهام في استخدام القوة داخل الشرطة أن أفعال شوفين كانت «غير مبررة». وقال قائد شرطة مينيابوليس، ميداريا أرادوندو، إن الضابط «انتهك قواعد» الشرطة و«قيمها».
وأجج التوتر حول هذه المحاكمة غير العادية موت دونتي رايت، الشاب الأميركي الأسود الذي قتلته شرطية بيضاء خلال إجراءات تدقيق مرور عادية في بروكلين سنتر، إحدى ضواحي مينيابوليس، قبل أيام. وقالت الشرطية كيم بورتر (48 عاماً) إنها خلطت بين مسدسها وصاعقها الكهربائي.
واتهمت الشرطية التي استقالت منذ ذلك الحين، بـ«القتل غير العمد» وتواجه عقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات. وقد أطلق سراحها بكفالة ومن المقرر أن تمثل أمام قاض في 17 مايو المقبل.
Leave a Reply