واشنطن
رجل أعمال ومستثمر أميركي من أصل لبناني شهدت مسيرته المهنية تحولات كبيرة جعلته أحد الخبراء المتميزين في عديد المجالات بدءاً من المصارف ووصولاً إلى السيارات وإعادة الهيكلة، رشحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يوم الجمعة 7 آذار (مارس) الجاري لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى لبنان خلفاً للسفيرة الحالية ليزا جونسون، وهي دبلوماسية رفيعة برتبة وزير مستشار، تسلّمت مهامها كسفيرة لواشنطن لدى بيروت في مطلع عام 2023.
وفي الإطار، كتب الرئيس الجمهوري على حسابه بموقع «تروث سوشيال»: «أفخر بتعيين ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان. إن ميشال رجل أعمال متميز، وخبير مالي، وقيادي، يتمتع بمسيرة مهنية حافلة في القطاع المصرفي وريادة الأعمال والتجارة الدولية، ولا شك لديّ بأن سيخدم بلدنا بشرف وتميز».
ولم يسبق لرجل الأعمال الذي يأتي تعيينه سفيراً أميركياً لدى وطنه الأم في مرحلة شديدة الحساسية السياسية مزاولة أي من الأعمال السياسية، إذ ينحدر من عالم أقطاب المال والأعمال، ويمتلك شركة عالمية تنشط في قطاعي النفط والغاز، كما يتمتع بخبرة واسعة في مجال الخدمات المصرفية، إلى جانب صداقته بالرئيس ترامب، حيث يوصف بأنه شريكه في لعبة الغولف.
ويطالب لبنان في الوقت الحالي الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان، وضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال خرقها الاتفاق بشكل شبه يومي.
ويرتبط تعيين عيسى بعلاقة ترامب الوطيدة مع شخصيات لبنانية بارزة، أبرزهم صهره مايكل بولس، زوج ابنته تيفاني، ووالده مسعد بولس، الذي لعب دوراً محورياً في حملته الانتخابية في الأوساط العربية والإسلامية الأميركية في العديد من الولايات المتأرجحة وفي عموم البلاد، خاصة في ظل غضب واستياء العرب والمسلمين من سياسات إدارة الرئيس جو بايدن خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وباقي دول منطقة الشرق الأوسط.
ميشال عيسى الذي يتحدر من بلدة بسوس في قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان، يمتلك سمعة قوية بفضل خبراته الواسعة في إدارة الأزمات وقيادة الفرق عبر تحديات مالية معقدة. قضى طفولته في بيروت ثم انتقل عيسى إلى باريس حيث درس الاقتصاد في جامعة «باريس نانتير»، ليستكمل دراسته لاحقاً في مجالات القانون المصرفي والشركات، إضافة إلى التمويل والأوراق المالية.
وتمتد خبرة ميشال عيسى إلى مجال تداول العملات، إذ عمل في كل من باريس ونيويورك، وتولى إدارة قاعات التداول وقيادة عدد من اللجان المتخصصة في مجالات الائتمان والامتثال. وقد حظيت خبرته بالتقدير في عديد المجلات المالية، كما شارك في ندوات متعددة حول مختلف جوانب الصناعة المالية، من الائتمان والامتثال إلى تأثير التكنولوجيا على صناعة التداول.
ولكن في عام 1999، قرر عيسى تحويل مسار مسيرته المهنية نحو شغفه بالسيارات، فاستحوذ على وكالات سيارات «بورشه» و«أودي» و«فولكس فاغن»، ونتيجة لخبرته المصرفية وذكائه التجاري، أسس مشروعاً بلغت مبيعاته السنوية 35 مليون دولار، وبحلول عام 2010 باع الوكالات بعدما وسعها إلى ثلاث كيانات مستقلة.
ويتميز عيسى بخبرته في إدارة الأزمات وإعادة هيكلة الشركات، بالإضافة إلى شغله مناصب رئيسية منها رئيس إدارة المخاطر والوصي على التصفية ومستشار مالي في عديد من حالات الإفلاس وإعادة الهيكلة البارزة. وأكسبته قدرته على قيادة الفرق في المواقف المالية الصعبة سمعة مرموقة، حتى أصبح أحد أبرز الخبراء في مجال إعادة الهيكلة، حيث شارك في الاستحواذ على أكثر من 50 شركة، كما أدار شخصياً إعادة هيكلة ديون تقدر بمليارات الدولارات.
وإضافة إلى مسيرته الاستشارية، فإن عيسى محاسب قانوني معتمد ووصي إفلاس، وقد درّس في كليات الأعمال في عدد من الجامعات، ووفقاً لصفحته على موقع «لينكد إن»، يشغل عيسى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة «نيوتن» للاستثمار منذ عام 2011.
كما تم اختياره في عام 2018 من قبل مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن أفضل 35 من قادة الأعمال اللبنانيين الملهمين الذين شكلوا المشهد التجاري في البلاد. وحصل على جائزة لبنان 100 من مجلة فوربس الشرق الأوسط.
وخلال مسيرته المهنية، تولى عيسى الكثير من الوظائف والمسؤوليات، من بينها العمل في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية في الفترة بين 1978–1982، ورئيس تداول العملات الأجنبية في البنك الأطلسي البرتغالي في الفترة بين 1983–1984، ومتداول في سوق الصرف الأجنبي في بنك «تشيس مانهاتن» في الفترة بين 1984–1985، ونائب أمين الصندوق في بنك «كريدي أغريكول» بنيويورك في الفترة بين 1985–1997.
Leave a Reply