جنرال أميركي يزور ديربورن وديترويت ويجول على المؤسسات العربية

كوكولو: وجود العرب الأميركيين في الجيش ضروري للغاية لنجاحه

ديترويت – خاص «صدى الوطن»

في زيارة قام بها الى المجلس العربي الاميركي والكلداني (اي سي سي)، قال الـ بريغيدير جنرال انتوني كوكولو الثالث، رئيس العلاقات العامة في الجيش الاميركي، ان «العرب الاميركيين يلعبون دورا كبيرا في تمرين القوات العسكرية الاميركية على الاراضي الاميركية قبل مغادرتهم الى العراق وفي الخدمة العسكرية على ارض المعركة هناك، وهم مرحب بهم للانضمام الى الجيش الاميركي». حديث كوكولو جاء في حفل غداء اقيم على شرفه في مركز الـ«اي سي سي» للشبيبة يوم الخميس الماضي، خلال زيارة لمدينة ديترويت، ضم قيادات عربية اميركية وتحدث فيه عن الوضع الراهن للقوات الاميركية في العراق.

قام كوكولو خلال زيارته التي خصصها لزيارة الجالية العربية بجولة على عدد من المتاجر أبرزها أفران «الياسمين» وحلويات «شاتيلا»

وأفاد كوكولو، في جواب على سؤال حول مدى اهمية العرب الاميركيين في الجيش الاميركي بأن وجودهم ضروري للغاية لنجاح مهمات الجيش الاميركي، فهم ساهموا في الحفاظ على حياة العسكريين والمدنيين العراقيين على السواء عبر دورهم الفاعل»، معتبرا ان المترجمين منهم في وحدات الجيش (وهم غير المترجمين المتعاقدين) «حموا الجيش، عبر جهدهم، من ارتكاب اخطاء كثيره وهذا رأي العديد من القادة العسكريين الذين يعملون في العراق.. فهم بالاضافة الى عملهم كمترجمين يعملون على مد جسور مع الوجهاء في القرى وفهم المجتمع بطريقة ما كانت لتحصل من قبل غير متكلمي العربية او ممن لا ينتمون الى هذه الثقافة».بالاضافة الى الدور الهام الذي يلعبه العرب الاميركيون في العراق، شرح كوكولو فرص المساهمة في الجيش الاميركي اذ تتعدى الى «تدريب المنضمين الى الوحدات هنا في الولايات المتحدة الاميركية، في مخيمات التدريب في صحراء موهاف وفي لويزيانا حيث تبنى المعسكرات بطريقة شبيهة بالقرى والمدن العراقية اذ يلعب العرب الاميركيون دورا كبيرا في اخذ دور الشخصيات العراقية التي يتدرب الجنود على التعامل الصحيح معها». وأعرب كوكولو، في دعوة صريحة لابناء الجالية للانضمام الى الجيش الاميركي، عن اهمية الجيش كفرصة فريدة للنجاح ومكان مثالي للعمل فهو مؤسسة تكرس «التضحية، والاخلاص، والشرف لكل افراده العاملين فيه»، مضيفا انه انضم الى الجيش منذ 28 سنة «رغبة في المغامرة وحب المخاطرة والتفاني في خدمة الوطن» ومازال يرى هذه الصفات في كل العاملين معه مما كرس ويكرس ايمانه بهذا الواجب.وفي سؤال عن الاخطاء التي ارتكبها افراد من الجيش الاميركي في بلدة الحديثة وسجن ابوغريب وغيرها من الحوادث المماثلة قال كوكولو ان الجنود الذين ارتكبوا تلك الاعمال الشنيعة «جنود سيئون». مفيدا ان 800 الف جندي اميركي عملوا في العراق على مراحل متعاقبة، «وليس من العدل ان يوصم كل افراد الجيش بالسوء بسبب خطأ عدد منهم»، مؤكدا حرص القادة العسكريين «على مراقبة الجنود ومنع الوقوع في الاخطاء» مضيفاً بأن تلك الاخطاء قد «فطرت قلبه.. فليس هذا هو الجيش الذي آمنت به». وأضاف، بأن بعد حادثة الحديثة «قام القادة بالتأكيد على الجنود بتطبيق القوانين الدولية وغيرها من قوانين الحرب في معاملة المدنيين»، معتبرا ان «فهم الثقافة العراقية واحترامها سوف يساعدنا على منع حوادث مشابهة في المستقبل».وسُئل كوكولو فيما اذا كانت الولايات المتحدة منافقة في حربها على العراق عندما يصر الرئيس جورج بوش في المضي في حربه في الوقت الذي يقف اغلبية الشعب الاميركي ضدها وكانت اجابته بأن «الحوار الذي نشهده هنا يدعو الى الفخر، ولهذا انا عسكري، ليستطيع الناس التعبير عن آرائهم، والمعارضة، وايصال رأيهم الى صناع القرار.. فهذا حوار صادق وانا افخر به».اما الجنود الاميركيون الذين يعارضون الحرب على العراق فرأى بأنهم «يملكون حق التعبير عن مواقفهم، وليس لأحد ان يمنعهم من التحدث الى الصحافة او الى اعضاء الكونغرس». وقال الجنرال أن الكثيرين يسألوه «ما اذا كان ذلك التعبير من قبل الجنود الاميركيين سيعرضهم الى المساءلة».. وتابع «نحن لدينا معايير عن سلوك الجنود ماذا يستطيعون فعله وما لا يستطيعون، لكن التعبير عن الرأي بطريقة متحضرة لا بأس به ولا ضير على العسكريين من فعل ذلك».ويرى كوكولو بأن فرص النجاح في العراق مرتفعة «فالعراقيون متعلمون، ولديهم مصادر طبيعية وافرة، وأرض خصبة.. هناك الكثير من الفرص»، مستشهدا بما قاله السفير الاميركي في العراق كروكر والجنرال بيتراوس في جلسة الاستماع الذي عقدت في الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي من ان الوضع في العراق سينتهي الى النجاح «فهذه ليست العملية العسكرية الاولى التي خضناها.. وهيأنا الارضية فيها لتأسيس سلطة مدنية محلية ناجحة». اما بالنسبة للاضرار التي تلحق بالجنود الاميركيين العائدين والمحتاجين الى عناية نفسية فتمثلت بـ«اختلالات عقلية واختلالات نفسية اكتئابية»، كما اشار الى ان معالجة هذه الحالات «لا تسير على الشكل المطلوب». وعرضت رئيسة الـ«اي سي سي» د. هيفاء فاخوري خدمات المجلس للصحة النفسية للجنود الاميركيين العائدين ممن هم بحاجة الى مساعدة نفسية.وفي مقابلة مع صحيفة «صدى الوطن» عقب حفل الغداء أجاب الجنرال الاميركي حول سؤال عن العوائق التي تقف في وجة نجاحهم في توظيف متطوعين جدد قائلا ان «الحرب نفسها هي العائق الاول.. فهي المرة الاولى منذ حرب التحرير التي يخوض الجيش الاميركي فيها حربا طويلة بجيش من المتطوعين، وهذا بحد ذاته تحد كبير، اما الاسباب الاخرى فهي ان الاباء والامهات والاقارب الذين يدعمون الخدمة في الجيش بشكل عام قد يحجمون عن دعم هذه الحرب لاسباب سياسية»، مضيفا بأن القبول ليس تلقائيا فالنسبة هي « قبول ثلاثة من كل عشرة متقدمين ممن هم في سن 17-25».وفي سؤال حول السبب الذي قد يدفع العرب الاميركيين الى الاقتناع بالجهود المبذولة من قبل الجيش الاميركي للتطوع قال «نحن جميعا نحارب الافكار المسبقة والصور النمطية، وعلينا التغلب على الافكار الشائعة خطأ، فالعرب الاميركيون يشككون في مصداقية الخدمة في الجيش وغيرهم يشككون في مصداقية خدمتهم فيه.. وبالنسبة لي فإن حجتي لاقناعهم بالانخراط هي انه يمثل مكان لا يفرق بين اثنيات الجنود وان النجاح في شغل مناصب عليا فرصة مفتوحة، ناهيك ان التمتع بالحرية التي نمتلكها الآن يستدعي الدفاع عنها».وفند كوكولو الافكار السائدة خطأ من ان العرب الاميركيين المنخرطون في الخدمة لا يلقون معاملة حسنة مفيدا ان الوحدة التي يخدم هو فيها «لم تشهد اي تمييز عنصري، لكن هل من الممكن ان تحدث حوادث عرضية؟ كل شيء ممكن. وهذا لا يعبر عن الحالة العامة، وعلى العرب الاميركيين ان يقدموا على الانخراط في الجيش ليثبتوا ان كل تلك الافكار ليست صحيحة».وعن دوره في العراق قال بأن مهمته هي ان «يحفظ الامن ويمنح العراقيين الامل عبر سلطة منتخبة لبناء حياة افضل، وذلك عبر منع المتطرفين الدخول من سوريا والاردن». وعندما تم الرد عليه بأن انهيار الدولة العراقية عبر الاجتياح الاميركي هو الذي جعل البلاد مرتعا للجماعات المتطرفة، اجاب بأن لا صلاحية له «للخوض في السياسة». اما تعريف النجاح في العراق بالنسبة له فهو «الوصول الى سلطة سياسية معقولة تدير البلد وتحمي المواطنين».وتتمثل مهام كوكولو في مسؤوليته عن كل العلاقات العامة التي تتعلق بالجيش الاميركي، بما في ذلك العلاقات المدنية. وهو المسؤول عن تشكيل استراتيجيات التواصل ووضع الخطط والسياسات، وتقديم المشورة لقيادة أركان الجيش وقيادات وزارة الدفاع فيما يخص العلاقات العامة.وقام كوكولو خلال زيارته التي خصصها لزيارة الجالية العربية بجولة على عدد من المتاجر أبرزها أفران «الياسمين» وحلويات «شاتيلا»، كما استضافه الزميل وليام سلايطة في برنامجه الإذاعي «مع الجالية»، كما أجرت محطة الشرق الأوسط التلفزيونية مقابلة أخرى معه.