«قصر العزيز»: شاهد معماري عربي إسلامي في صقلية

يعتبر قصر العزيز واحداً من عدة قصور بناها العرب المسلمون في صقلية واغلبها يقع في مدينة بالرمو عاصمة صقلية مقر الحكم خلال الفترة العربية والنورمانية… وقد استخدم الملوك النورمانيون التركة والتراث والنظام العربي في تسيير شؤون دولتهم خلال الفترة النورمانية (1061 – 1194). ومن اشهر الملوك النورمان الملك روجر الثاني الذي كان يتحدث العربية ويستشير العلماء والمفكرين العرب في شؤون مملكته. وكان الجغرافي العربي الادريسي من المقربين اليه حيث احاطه بالرعاية والدعم.وقد تبع ابناؤه ذات السياسة بعده في رعاية التراث والفن العربي وهذا ما فعله الملك وليم الاول الذي كان يتحدث العربية ويتخذ لقباً اسلامياً له هو (المستعز).تشير الدلائل الى ان قصر العزيز كان موجوداً قبل مجيئ النورمان واحتلالهم للجزيرة ويبدو ان الملك وليم الاول اعاد بناءه (1165 – 1180) وعمّره وذلك واضح من خلال الكتابة العربية على واجهة البناء.يمثل قصر العزيز نموذجاً للقصور الترفيهية التي انشأها الولاة العرب في الجزيرة وهو بمثابة مكان للراحة والصيد والمتعة حيث بنى على رابية مرتفعة تحيطها الحدائق والبساتين والبناء مستطيل وشامخ تغلفه الاقواس العربية الصلده وفي مدخل القصر بهو واسع تتوسطه نافورة على شكل شذروان او سلسبيل ينحدر فيها الماء منساباً على جدار مائل يصب في مجرى محفور في المرمر يصب بدوره في بركة خارج المبنى تحتوي على نافورة كبيرة تقوم بتزويد المجاري الفرعية النازلة الى الحدائق المحيطة بالقصر.ويستقبل الزائر في مدخل القصر تشكيل رائع من المقرنصات الاسلامية العربية ترافقها حقول من الخط العربي الجميل بالاسلوب النسخي وبالنحت البارز يحتوي على اشعار تتضمن تمجيداً للملك ووصفاً رائعاً للقصر منها..ترى ملك الزمان غير مغنى يحق له التظاهر والسروروهذه جنة الدنيا تبدّت وهذا المستعز وذا العزيزكان قصر العزيز في سنوات مجده محاطاً بالحدائق والجنائن الغناء الحاوية على انواع الاشجار المثمرة والزهور والطيور النادرة والحيوانات الغريبة .. لكن الموقع تعرض لقرون عديدة من الاهمال والتخريب والتدهور وخلال السنوات الاخيرة تبنت بلدية مدينة باليرمو موضوع ترميم وصيانة الموقع الذي يزوره السواح ويحتوي على مجموعة آثار اسلامية معروضة داخل البناء.

د. هاشم الطويلاستاذ تاريخ الفن في كلية هنري فورد