واشنطن – ما زالت جامعة «هارفرد» الأميركية العريقة تشهد تداعيات قرار لها منذ ثلاثة اشهر بتخصيص ساعات محددة للنساء فقط في إحدى صالات الألعاب الرياضية التابعة لها بناء على التماس من ست طالبات مسلمات في الجامعة. حيث تحول القرار الى قضية رأي عام في الولايات المتحدة شهدت العشرات من الكتابات في اعمدة الرأي، صدر العديد منها الاسبوع الماضي، وجاء عدد منها غاضب ومندد خصوصا في اوساط المحافظين واليمين.حيث كتب الكاتب المتشدد اندر سوليفان مقالا شابته تبريرات عنصرية في موقع «ذي اتلاتنك» قال فيه ان «الشريعة دخلت هارفرد».وادعى ان هناك تمييزا منظما ضد الذكور في جامعة هارفارد بسبب «نساء محافظات مسلمات».وقال «اذا كانت النساء المسلمات يردن التدرب بعيدا عن اعين الرجال فعليهن فعل ذلك في منازلهن.. نحن في الغرب يا رفاق. خلصوا انفسكم من هذا».وقال ان ما قامت به هارفرد يعني انه من اجل تلبية طلبات مجموعة معينة فان عليها التمييز ضد مجموعة اخرى.ويرجع الجدل الى 28 كانون الثاني (يناير) حينما قرر مركز «كوادرانغل» الرياضي التابع لجامعة هارفارد تخصيص ساعتين صباحا كل يوم ثلاثاء وخميس وساعتين مساءا كل يوم اثنين للنساء فقط بناءا على طلب من مركز نساء هارفرد كولدج بعد أن تقدمت ست طالبات مسلمات بطلب هذا التغيير، وفق ما قاله روبرت ميتشل مدير الاتصالات في كلية هارفرد للفنون والعلوم.غير أن طلابا آخرين اعترضوا على هذا التخصيص.وقام طالب اسمه نيكلوس ويلز بكتابة مقال رأي في جريدة «هارفرد كريمسن» وصف القرار بأنه يخلق «موقف خسارة للجميع».كما قام طلبة آخرون باتصالات بدوائر المحافظين واليمين الاميركي المعروف عادة بمعاداة الإسلام وطلبوا تدخلهم.غير ان جامعة هارفرد دافعت عن قرارها قائلة إنها تقدم خدمات أخرى لأصحاب الديانات الأخرى مثل تخصيص مكان للصلاة للطلبة الهندوس وأماكن أخرى للصلاة للطلبة المسلمين وان قرار صالة الألعاب ما هو إلا جزء من هذه السياسة.غير ان هذا لم يوقف تصاعد الجدال الحاد في معظم جامعات أميركا خصوصا في المنشورات والمطبوعات والمواقع الطلابية الذي انتقل سريعا الى المستوى القومي وخصوصا في أوساط المحافظين.فكتبت كذلك هذا الاسبوع انا فيسيانا سواريز في جريدة «ميامي هيرالد» الصادرة في ولاية فلوريدا المعروفة بميولها لليمين والمحافظين قائلة في عمود لها ان قرار هارفرد اعتبر «تملق» «للإسلام الاصولي».لكن الكاتبة روث ماركوس دافعت عن قرار جامعة هارفرد في جريدة «واشنطن بوست» فقالت ان «الامر لا يمكن تصنيفه على انه «تمييز» ضد الرجال باي حال حيث ان الساعات قليلة للغاية وفي ايام ليس عليها إقبال».وقالت «لقد استطاعت إدارة هارفرد القيام بالشيئ الصحيح في هذه المسالة».لكن تحت الضغوط وردود الأفعال الغاضبة قال روبرت ميتشل مدير الاتصالات في جامعة هارفرد للفنون والعلوم مؤخرا إن تخصيص ساعات للنساء فقط أمر قيد «التجربة والاختبار» وسوف يتم تقييمه في نهاية الفصل الدراسي الحالي وسيصدر قرار جديد بشأنه.
Leave a Reply