نشرها دوغلاس فايث أحد صقور «المحافظين الجدد»
واشنطن – كشفت خريطة لإسرائيل نشرها أحد أبزر قيادات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة في كتابه الأخير عن تصور التيار المتشدد في إدارة الرئيس جورج بوش لمستقبل عملية التسوية بين العرب وإسرائيل؛ حيث لا توجد أية اراضي متبقية لدولة فلسطينية على الخريطة، إضافة إلى أنها تضم المناطق الخاضعة للمفاوضات مثل مرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة الى الحدود النهائية لإسرائيل، كما إنها تُظهر العراق مقسمة إلى ثلاث دويلات.
وتعليقا على الخريطة التي نشرها دوغلاس فايث، الرجل الثالث في وزارة الدفاع الأميركية تحت وزارة دونالد رامسفيلد، قال الكاتب والمحلل الأميركي البارز جيم لوب إن الخريطة «ربما تساوي ألف كلمة، أو ربما 476 صفحة»، وهو طول كتاب فايث الأخير «الحرب والقرار» الصادر مؤخراً في أميركا. وتُظهر الخريطة العراق مقسمة إلى ثلاث دويلات.
كما تحسم الخريطة حدود إسرائيل، التي لم ترسم حدودا لنفسها حتى الآن، بحيث تشمل الدولة العبرية المناطق المحتلة التي تجري المفاوضات بشأنها مثل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.
وعلق لوب، الذي كان أول من استوقفته الخريطة وكتب عنها، على الخريطة قائلا: «لا توجد مساحة كبيرة لدولة فلسطينية، أليس كذلك؟ وثمة عمق إستراتيجي جيد حول القدس، كما يبدو أن الجولان ليس من المفترض أن تعود إلى سوريا، ولا توجد إشارة للاحتلال، فكل شيء إسرائيلي».
واعتبر لوب كذلك أن «الخريطة التي تظهر في الصفحة التالية لمقدمة كتاب فايث التي تُظهر العراق وجيرانها في 2003 تقدم رؤية عميقة في آرائه العامة ومركز إسرائيل المستحق، أو بشكل أدق حجمها داخل الخريطة».
ودوغلاس فايث هو أحد أبرز قيادات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، شغل منصب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات لمدة أربع سنوات، تحت قيادة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، في إدارة بوش الحالية وكان من مهندسي الغزو الأميركي للعراق.
وقد شارك دوغلاس فايث، الذي درس مادة الحرب على الإرهاب في جامعة جورج تاون الأميركية، شارك في تأسيس عدد من منظمات المحافظين الجدد وحركة الصهيونية المعاصرة.
ومن أبرز هذه المنظمات منظمة «أورشليم الموحدة»، كما أنه عضو في أغلب المنظمات الموالية لإسرائيل.
وفي مدونته على الإنترنت قال جيم لوب، وهو محلل بارز في شؤون الشرق الأوسط ومتخصص في دراسة تيار المحافظين الجدد والصهيونية المعاصرة، إن فايث يعتقد في الكتاب أن «إسقاط صدام حسين هو مفتاح تحول التوازن الإقليمي للقوة لصالح إسرائيل بشكل حاسم».
وأضاف المحلل البارز أن غزو العراق «سمح لإسرائيل بقيادة الليكود بالتملص من عملية السلام في أوسلو»، وتأمين الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان، إضافة إلى حدود إسرائيل فيما قبل 1967، ضمن ما وصفته الدوائر الإسرائيلية بـ«المملكة النظيفة».
يذكر ان لفايث دور بارز في مراكز ومعاهد مؤثرة مرتبطة بإسرائيل في أميركا مثل «مركز سياسات الدفاع» وفي «المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي» او «جينسا» وهو معهد للمحافظين الجدد والصهاينة يدافع عن اسرائيل ويعمل على تقوية العلاقات العسكرية بين الجيش الاسرائيلي والبنتاغون علاوة على التعاون بين المقاولين والشركات في اسرائيل وفي اميركا في مجال التقنيات العسكرية.
وفايث بعلن نفسه على الملء على انه صهيوني وليس فقط صهيوني يساري ولكن صهيوني يميني قريب من دوائر الليكود الاسرائيلي وقريب جدا من «المنطمة الصهيونية في اميركا» او «زوا» التي كرمته في اكثر من مناسبة.
وكتب فايث في التسعينات يعترض على سياسة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون التي كانت تسعى الى اتفاقية بين الفلسطيينين واسرائيل وسمى فايث عملية السلام وقتها «السلام الخاطئ».
وقال انه لا يجب ان يكون سلام بين الطرفين على اساس «الارض مقابل السلام» وانما نادى «بالسلام من خلال القوة»، وهو ما اصبح شعارا فيما بعد لعدد من المحافظين الجدد.
ويصف مركز معلومات الشرق الاوسط فايث بانه «رجل ايديولوجي له ميل عدائي كبير للعرب».
وقال فايث في اكثر من مناسبة ان التنازل عن ارض للعرب امر خطأ وان الصراع هو صراع مبادئ لا صراع على الارض.
غير ان اهم ما يعرف به فايث هو دراسته الشهيرة التي كتبها مع ريتشارد بيرل، المنظر الاكبر لحركة المحافظين الجدد ممن يميلون للصهيونية، بالاشتراك ايضا مع ديفيد ورومسر، وهو مفكر صهيوني بقف وراء عدة مشاريع صهيونية.
وكان اسم الدراسة التي وضعها الثلاثة في اواخر التسعينات «استراتيجية جدية لحماية الحمى» بغرض وضع استراتيجية اقوى لتأمين دولة اسرائيل.
وكانت تلك اول مرة يتم فيها كتابة خطة من قبل مسؤوليين سابقين في الادارة الاميركية لحماية دولة اخرى غير اميركا وهي اسرائيل مما اثار بعض الاتهامات لهم بالولاء المزدوج بين اليهود الاميركيين.
وكتب فايث فيها انه يتعين على رئيس الوزراء وقتها بنيامين نتانياهو ان يتعاون مع الاردن وتركيا من اجل الاطاحة بنظام صدام حسين وضرب العسكرية السورية وضرب اهداف في لبنان.
Leave a Reply