لوس أنجلوس – رغم تصنيفها باعتبارها واحدة من أبرز الشبكات اليمينية في الولايات المتحدة قامت شبكة «فوكس» الأميركية ببث حلقة من مسلسل كارتون كوميدي مشهور يهدف إلى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع الأميركي، وهي الخطوة التي لقيت ترحيبا واسعا من كبرى المنظمات الإسلامية الأميركية.حيث قامت شبكة «فوكس» الأميركية الأسبوع الماضي ببث حلقة كوميدية من مسلسل الرسوم المتحركة «ذي سيمبسونز» تصور شخصية صبي مسلم يُدعى «بشير» انتقل مع أسرته للعيش في منطقة جديدة، حيث ترصد الأحداث التحامل ضد المسلمين والمشاعر المعادية للإسلام التي يواجهها الصبي وأسرته.وفي سياق الأحدث يعتقد أحد الأشخاص في أسرة مجاورة أن أسرة بشير متورطة في التخطيط لأحد الهجمات الإرهابية، لكن شقيق هذا الشخص يصادق بشير ويدافع عنه ضد مضايقات الصبيان الآخرين.ومن جانبه رحب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بالحلقة الكوميدية، كما عبر عن شكره لشبكة «فوكس» الأميركية على إنتاج هذه الحلقة.وأرسلت منظمة «كير» في لوس أنجلوس خطابا الأربعاء الماضي إلى مات غروينغ مصمم شخصيات المسلسل تشكره فيها على جهوده لمواجهة التحامل ضد المسلمين.ووصفت منظمة «كير»، وهي من أكبر المنظمات الإسلامية الأميركية، البرنامج بأنه «يوضح كيف يمكن أن يعمل الأميركيون نحو الاحترام المشترك والاحتواء من خلال معرفة جيرانهم».وأضافت «كير» في الخطاب الذي أرسلته إلى مصمم البرنامج، «إن الحلقة أيضا تبني على القيم التي جعلت من أميركا الدولة العظمى التي هي عليها الآن، الدولة التي تتعلق فيها المواطنة بإيجاد أرضية مشتركة وبناء مجتمع أفضل».وقالت «كير» إن «المسلمين الأميركيين يقومون بهذا بالضبط من خلال مساهمات يومية في مجتمعنا تمر غالبا من دون الاعتراف بها».وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لـ«كير»: «إن الكوميديا غالبا ما تكون واحدة من أفضل الوسائل لمواجهة الصور النمطية والتعصب، وهو ما يرجع إلى قبولها في الثقافة الشعبية».وأثنى عوض على شبكة «فوكس» وعلى مات غروينغ، مصمم البرنامج، بسبب تعاملهم مع ظاهرة الإسلاموفوبيا.وتجدر الإشارة إلى أن شبكة «فوكس» تمثل جزءا مهما من الإمبراطورية الإعلامية للملياردير الأميركي اليهودي المعروف روبرت مردوخ، والتي تضم عددا كبيرا من الصحف ودور النشر والشبكات التلفزيونية في الولايات المتحدة وخارجها، ومن بينها شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية، وصحيفة «نيويورك بوست»، ومجلة «ويكلي ستاندارد»، وقناة «ناشيونال جيوغرافيك»، وغيرها.ويعد قيام قناة «فوكس» ببث برنامج لمواجهة الإسلاموفوبيا أمرا جديدا؛ حيث عادة ما تتخذ وسائل الإعلام المملوكة لمردوخ، المقرب من تيار المحافظين الجدد، موقفا يمينيا متشددا حيال قضايا العرب والمسلمين.
Leave a Reply