أتلانتا – في السبعينيات من القرن الماضي، كان الأميركيون، يدخرون ١٤ سنتاً من كل دولار يحصلون عليه، ولكن مع مضي السنين، تراجع معدل الادخار هذا، وأصبحوا يشترون وينفقون أكثر حتى فاق معدل إنفاقهم ما يكسبونه من أموال.
فقبل أربع سنوات، أصبح الأميركيون ينفقون مقابل كل دولار يحصلون عليه ١,٠٣ دولار، وذلك بفضل القروض التي باتت تمنحها لهم المؤسسات المصرفية.
هذا التغير في النمط الاستهلاكي لدى الأميركيين، جعل الخبير الاقتصادي كلارك هوارد يتساءل: هل تستطيع الصين أن تملكنا مستقبلاً؟
ويقول هاوارد: ”إذا ما أردنا أن نقارن بين الصينيين والأميركيين، فالصينيون يدخرون مقابل كل دولار يحصلون عليه حوالي ٢٥ سنتاً، وينفقون هذه المدخرات في تنمية بلدهم ”.
ويكمل هاوارد: ”لقد زرت الصين ثلاث مرات، وكانت المرة الأولى عام ١٩٨٣، وكان الناس هناك يمشون طويلاً للوصول لوسائل النقل، وقلة منهم كانوا يملكون دراجات هوائية، وكانت الطرق في أغلبها ترابية، ومعظم الناس يعيشون في أكواخ، والجيش الأحمر ينتشر في كل مكان ”.
ويضيف: ”عدت مرة أخرى عام ١٩٩٤، وكانت الأوضاع قد تغيرت هناك، فالشوارع معبدة وجميلة، والبنايات رائعة، كما رأيت مطعم ماكدونالدز هناك، تناولت فيه طعامي ”.
ويتابع: ”الزيارة الثالثة كانت هذا العام، التغييرات التي شاهدتها أذهلتني، فمطار شنغهاي كان أحدث مطار وطئته قدماي.. شنغهاي مدينة يبلغ عدد سكانها ٢٢ مليون نسمة، كانت لا تحتوي على بنايات مرتفعة، أما الآن فهي ممتلئة بهذا النوع ”.
ويرى هاوارد أن الصين باتت منافساً حقيقياً للولايات المتحدة، بسبب الجهود التي يبذلها الصينيون لبناء اقتصاد بلادهم.
لكنه يرى أن هذه الجهود لن تكون كافية للتفوق على الولايات المتحدة فيقول: ”سنكون بخير، لدينا شيء لا يملكونه، لدينا الحرية، وقوة الحرية خارقة، أن تفعل أي شيء، وتقول ما تريد، وتعيش أينما أردت.. فنحن هنا، نعمل دائماً لتحسين المستقبل ”.
ويشير إلى الوضع الاقتصادي عام ١٩٨٠، قائلاً: ”كنا في وضع اقتصادي سيء جداً، وكانت اليابان في المقدمة، واعتقدنا حينها أن اليابان ستكون الأقوى إلى الأبد.. أتذكر أن عمال قطاع السيارات، قاموا بضرب السيارات اليابانية بمطرقتهم، واعتقدنا وقتها أن اليابان أو ما كانت معروفة وقتها بالشركة اليابانية ستسيطر على الجميع ”.
ويستدرك قائلاً: ”لكن ما الذي حصل وقتها، عدنا من جديد وقمنا بعمل رائع، وعدنا إلى القمة، فكما كانت اليابان منافساً شرساً قبل ٢٩ عاماً، كذلك هي الصين الآن، لكننا سنعود كم فعلنا سابقاُ، لدينا الحرية، ونعرف كيف نتعلم، ونبتكر وهما أمران حاسمان ”.
غير أن الأوضاع حالياً ليست كما كانت عليه في السبعينيات أو الثمانينيات من القرن العشرين، وهناك الكثير من التطورات التي تغيرات كلياً عن العقدين المذكورين، الأمر الذي قد يصب في اتجاه مغاير، إن لم تقم الولايات المتحدة باستحداث تغييرات جوهرية سياسية واقتصادية واجتماعية.
Leave a Reply