القدس المحتلة – قرر مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الخميس الماضي تخفيف الحصار البري على قطاع غزة بعد احتجاج دولي على غارة مميتة على اسطول مساعدات. وقال بيان رسمي “تمت الموافقة على تحرير النظام الذي تدخل به السلع المدنية غزة وتوسيع تدفق المواد للمشروعات المدنية التي تقع تحت اشراف دولي”. ولم يحدد البيان أي قائمة للمنتجات.
ويبدو ان الاعلان يوضح ان اسرائيل ستسمح للمنظمات الدولية مثل الامم المتحدة باستيراد مواد البناء المحظورة سابقا والحيوية لاعادة الاعمار بعد حرب غزة في كانون الاول (ديسمبر) 2008 وكانون الثاني (يناير) 2009. واشار مجلس الوزراء الامني الذي بدأ مناقشاته الاربعاء الماضي بشأن تخفيف الحصار الى أن “الاجراءات الامنية القائمة لمنع تدفق الاسلحة والمواد الحربية” ستستمر. ولم يتضمن الاعلان اي اشارة الى رفع الحصار البحري الاسرائيلي على القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
إلا أن “حماس” رفضت الخميس الماضي القرار الإسرائيلي واعتبرته محاولة “للالتفاف على القرار الدولي بكسر الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ومحاولة لتنفيس الاحتقان”. وقال القيادي في “حماس” اسماعيل رضوان “اننا في حركة “حماس” نرفض القرار الصهيوني الذي يعتبر محاولة للالتفاف على القرار الدولي بكسر الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة”.
واعتبر القرار “محاولة لتنفيس الاحتقان والالتفاف على القرار الدولي ومحاولة للاستمرار في الحصار على قطاع غزة”. واضاف رضوان “المطلوب هو رفع الحصار بشكل كامل من حيث يصبح دخول السلع والبضائع والافراد وحرية الحركة بشكل كامل دون تدخل من العدو الصهيوني”. ودعا رضوان “الى استمرار الهبة الجماهيرية في العالم واستمرار حملة السفن من اجل كسر الحصار عن قطاع غزة” مؤكداً ان “هذا القرار محاولة لشرعنة للحصار”.
وقررت الحكومة الامنية الاسرائيلية تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال تسهيل دخول “بضائع ذات استخدام مدني” و”مواد لمشاريع مدنية”، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء.
وجاء القرار اثر طلبات متكررة من الاسرة الدولية بتخفيف الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ أربع سنوات. وتزايدت الضغوط منذ الهجوم الذي شنته قوات من البحرية الاسرائيلية في 31 مايو (مايو) على اسطول مساعدات انسانية كان يحاول “كسر” الحصار مما ادى الى مقتل تسعة اتراك واثار موجة من الانتقادات في العالم. ويعتمد 80 بالمئة تقريباً من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة على المساعدات الدولية.
ردود متباينة على تخفيف الحصار
عواصم – تباينت الردود الإقليمية والدولية على قرار الحكومة الإسرائيلية تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد ضغوط دولية تلت الهجوم الإسرائيلي نهاية الشهر الماضي على “أسطول الحرية” الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع.
ووصفت منظمة العفو الدولية الخطوة الإسرائيلية بأنها “غير كافية”، وطالب السلطات في تل أبيب بتحمل مسؤوليتها القانونية بصفتها قوة احتلال، كما دعت المنظمة إسرائيل إلى رفع الحصار بشكل كامل دون تأخير.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مالكوم سمارت إن “إسرائيل لا تعتزم من خلال هذا الإعلان وضع حد للعقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة بل تخفيفه وهذا لا يُعد كافيا”.
كما وصف مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات القرار الإسرائيلي بأنه غير كاف وقال إنه “يدخل فقط في إطار ألاعيب العلاقات العامة”.
وطالب عريقات برفع كامل للحصار الإسرائيلي مؤكدا أنه “يشكل مخالفة فاضحة للقانون الدولي ويمثل أبشع صور العقوبات الجماعية التي تشمل المواد الغذائية والدوائية والوقود ومواد البناء”.
أما الاتحاد الأوروبي فأعلن أنه مهتم بمعرفة تفاصيل الخطوة الإسرائيلية، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية فيه كاترين أشتون للصحفيين على هامش قمة الاتحاد في بروكسل إن “التفاصيل هي ما يهم”.
من جانبه أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ترحيبا متحفظا، وقال إنه يتمنى أن يكون القرار الإسرائيلي “خطوة حقيقية نحو تلبية الاحتياجات القائمة في قطاع غزة”.
وقال بان في بيان إنه متشجع بهذه الخطوة، وطلب من مبعوثه روبرت سري الاتصال فورا بالحكومة الإسرائيلية والحصول على مزيد من التفاصيل، ومعرفة الإجراءات والخطوات الإضافية الخاصة المطلوبة لتطبيق القرار. ورحبت الولايات المتحدة بدورها بالخطوة الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن ما أعلنت عنه إسرائيل “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف غيبس “نرحب بالإجراءات التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، وسنواصل في الأيام المقبلة العمل مع أصدقائنا الإسرائيليين من أجل تحسين الوضعية الإنسانية في غزة”.
عباس: لا ننكر حق اليهود بفلسطين
تل أبيب – أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزعماء اليهود في الولايات المتحدة أنه لن “ينكر أبداً حق اليهود بالأرض” الأمر الذي أثار استياء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اعتبرت تصريحه “سقوطا سياسيا غير مسبوق”. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن عباس اجتمع في واشنطن مع نحو ثلاثين زعيماً يهودياً من منظمات مختلفة مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى. ونقلت الصحيفة عن مشاركين بالاجتماع قولهم إن عباس أكد أنه لن ينكر أبداً حق اليهود بالأرض. من ناحيته أوضح مدير دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن عباس قال “لا أحد ينكر أن اليهود عاشوا في المنطقة عبر التاريخ وأن منظمة التحرير اعترفت بحق إسرائيل بالوجود وأن على إسرائيل الاعتراف بالحق الفلسطيني في الوجود في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”. وتعقيباً على تصريحات عباس، دانت حركة “حماس” تلك التصريحات
وقالت في بيان لها “نستهجن وندين ما جاء على لسان محمود عباس من أنه لن ينفي حق الشعب اليهودي على أرض فلسطين المحتلة”. واعتبرت التصريح “سقوطاً سياسياً غير مسبوق، وتساوقاً خطيراً مع الرؤية الصهيونية لأرض فلسطين التاريخية القائمة على تهويد الأرض والمقدسات، وتأصيلاً لسياسة الإبعاد الصهيونية لشعبنا الفلسطيني”.
أزنار: الغرب ينهار بانهيار إسرائيل
مدريد – حذر رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أزنار من انهيار إسرائيل، معتبرا أن ذلك سيقود إلى انهيار الغرب. وفي مقال له في صحيفة “التايمز” الأسبوع الماضي حمل عنوان “ادعموا إسرائيل لأنها إذا انهارت انهار الغرب”، قال أزنار إن “إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط الموجود في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها”. واعتبر أزنار، الذي تولى رئاسة الحكومة الإسبانية من عام 1996 وحتى عام 2004، أن ما أسماه الدفاع عن حق إسرائيل في العيش بسلام وضمن حدود آمنة “يتطلب درجة من الوضوح الأخلاقي والإستراتيجي، كثيراً ما تبدو وكأنها اختفت من أوروبا، كما أن الولايات المتحدة تظهر علامات مثيرة للقلق حول السير في الاتجاه نفسه”. واستدرك رئيس الحكومة الإسبانية السابق بالقول إنه “ليس في نيتنا الدفاع عن أي سياسة محددة أو أي حكومة إسرائيلية بعينها، كما أن المدافعين عن هذا التوجه على يقين بأنهم يختلفون في بعض الأحيان مع القرارات التي تتخذها إسرائيل، لأننا في النتيجة ديمقراطيون ونؤمن بالتنوع”. وخلص أزنار إلى القول إن “إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب وما هو عليه بفضل جذوره اليهودية/المسيحية، ففي حال تم نزع العنصر اليهودي من تلك الجذور وفقدان إسرائيل، فسنضيع نحن أيضاً وسيكون مصيرنا متشابكاً وبشكل لا ينفصم سواء أحببنا ذلك أم لا”.
موسى في غزة: العرب أخطأوا بعملية السلام
غزة – قال الأمين العالم لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأحد الماضي إن العرب أخطأوا في الدخول في عملية سلام لا نهاية لها، مؤكدا أنه ابتداء من بداية أيلول (سبتمبر) المقبل فسيكون للعرب موقف جديد وحاسم إذا لم يحصل تقدم حقيقي في عملية السلام.
وأكد موسى في مؤتمر صحفي عقده في غزة في ختام زيارة هي الأولى منذ الحصار الإسرائيلي عام 2007، أن زيارته للقطاع تجيء تنفيذا لقرار الجامعة بكسر الحصار على غزة، مشيرا إلى أن هذا الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب أن يرفع وأن يكسر.
وقال إن جزءا كبيرا من أموال إعادة إعمار قطاع غزة موجود في البنوك ولن يتم الإفراج عنه إلا في إطار التقارب والوحدة الفلسطينية.
وأوضح أنه رأى خلال زيارته لغزة اليوم دمارا كبيرا، ولكنه رأى في الوقت نفسه محاولات ذاتية للفلسطينيين لإعادة الإعمار، واصفا الشعب الفلسطيني بأنه “شعب حيوي ولا يقل شطارة عن الإسرائيليين الذين شطارتهم سلبية”. وأعرب عن أمله في أن يبذل الفلسطينيون جهودهم من أجل البناء والتقدم.
وأضاف “إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام من جانب الوسيط الأميركي واستمرت السياسة الإسرائيلية المتطرفة، فإننا سنذهب إلى مجلس الأمن ونحمل كل أعضائه المسؤولية عن الموقف”.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية قد أعلن في وقت سابق أنه تبادل مع موسى أفكارا لفك الحصار عن قطاع غزة وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال هنية خلال مؤتمر صحفي مقتضب مشترك عقده مع موسى عقب لقائهما بحضور مسؤولين من الجانبين في منزل هنية بمخيم الشاطئ بغزة “تناولنا خلال لقائنا الملفات المهمة واستمعنا للموقف العربي الواضح بضرورة كسر الحصار عن غزة”.
واعتبر هنية أن زيارة موسى “زيارة تاريخية، وخطوة عملية على طريق كسر الحصار” لافتًا إلى ضرورة استثمار المناخ الإقليمي والدولي.
Leave a Reply