فرنسا وبريطانيا تقودان حملة أممية ضدها وسط حملات إعلامية مركزة
عواصم – لا يبدو أن الأحداث في سورية متجهة الى تهدئة قريبة، مع ازدياد الضغوط الخارجية من جميع الجهات واستمرار الحملة الإعلامية المركزة التي تستهدف دمشق بالتزامن مع تحركات مسلحة ظهرت بوضوح قرب الحدود التركية التي شهدت نزوح حوالي ٢٤٠٠ سوري خلال الأسبوع الماضي حسب السلطات في أنقرة.
وفي مدينة جسر الشغور، التي قالت وسائل الإعلام السورية إنها شهدت مجزرة بحق عناصر أمنية وعسكرية ارتكبتها مجموعات مسلحة، تستعد قوات الجيش السوري لدخول المدينة عشية يوم جمعة جديد يحمل عنوان “جمعة العشائر” مرجح أن يشهد تصعيدياً داخلياً إضافياً بالتوازي مع الجهود الغربية التي تقودها فرنسا وبريطانيا وتعارضها روسيا والصين في مجلس الأمن لإصدار إدانة ضد النظام السوري الذي أحيل ملفه النووي الى مجلس لأمن الأربعاء الماضي.
أما تركيا، التي شجعت السوريين الراغبين بالنزوح اليها، فقد جددت إلحاحها على الرئيس بشار الأسد لكي ينفذ الإصلاحات المنشودة، فيما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تكرر ما قاله الرئيس باراك أوباما من أن “على الرئيس بشار الأسد أن يمضي في الإصلاحات، أو يتنحى”، معتبرة أن “سوريا باتت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة”، مشيرة إلى أن “المجتمع الدولي سيقوم بالضغط على سوريا لوقف العنف”.
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، إن “روسيا تعارض أي قرار في مجلس الأمن حول سوريا، كما تم الإعلان عن ذلك مرارا على مستوى الرئاسة”. وأضاف “لا نرى أن قضية سوريا يجب أن تكون محل بحث في مجلس الأمن ناهيك عن تبني قرار من أي نوع بشأنها. الوضع في هذا البلد من وجهة نظرنا لا يمثل تهديدا للسلام والأمن الدوليين”.
وتأتي هذه التصريحات فيما تعمل فرنسا، التي تعتبر أن الأسد فقد شرعيته، وبريطانيا والولايات المتحدة على حمل مجلس الأمن على التصويت على قرار حول سوريا، يدين العنف الذي يمارسه النظام ويطلب منه تسهيل وصول فرق المساعدة الإنسانية إلى المدن السورية.
وأعلن لوكاشيفيتش أن مجرد مناقشة الأمر في مجلس الأمن قد يزيد من حدة التوتر في سوريا، وأن صدور قرار ينتقد دمشق سيتحول إلى دعم ضمني “لمسلحين متطرفين” يعارضون الحكومة. وقال “هذا لا يناسب دور الأمم المتحدة”.
وعبر عن قلق روسيا من أنباء حول “تحول القوى الراديكالية لمواجهة وحدات من الجيش والقوات الأمنية بالسلاح”، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى تصعيد العنف ويحول دون حل المشاكل بالطريقة السلمية. وقال “لقد قامت السلطات السورية بمجموعة من الخطوات على طريق تحقيق الإصلاحات المعلن عنها. ومن الضروري إتاحة الوقت اللازم لتطبيقها”.
وردا على سؤال حول تهديد روسيا بالفيتو ضد اي قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا وكيف يمكن للمجتمع الدولي زيادة الضغوط على الاسد اذا كان يملك حاميا قويا في الامم المتحدة، قالت كلينتون في مؤتمر صحفي “جميع من تحدثت معه قلق كثيرا حيال الاحداث في سوريا. نحن نرى تواصلا لاستخدام العنف من قبل الحكومة ضد شعبها، ونرى ردود فعل عنيفة من عناصر في الشعب السوري ضد القوات الأمنية. ونحن نعرف أن الرئيس الأسد قال خلال الاعوام الماضية إنه يريد إجراء تغييرات، وكما قال الرئيس أوباما فإن عليه إما أن يطبقها او يتنحى”.
وأضافت “نعتقد أنه يمكن لسوريا كدولة ديموقراطية أن تؤدي دوراً إيجابيا وقياديا في استقرار المنطقة، ولكن للأسف، فإنها تحت قيادة الرئيس الأسد باتت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة، حيث إنها تصدر مشكلاتها. الناس يفرون من بلدهم الى خارج الحدود، وهكذا فإننا نعتقد انه يجب على المجتمع الدولي القيام بدور مهم، وأنا لا أعتقد أن أي شخص يطلع على الوضع سيخرج بنتيجة أنه سينتهي بشكل جيد إلا اذا كان هناك تغيير في سلوك الحكومة. سنواصل الضغط من اجل التغيير وسنقوم بكل ما يمكننا من اجل ان يثمر الضغط الدولي على الحكومة لتقوم بأعمال فورا وتوقف العنف”.
ومن ناحيته أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للإذاعة التركية أن “سوريا تثير قلقنا” وأضاف “ستظل أبوابنا مفتوحة دائما أمام أشقائنا وشقيقاتنا في سوريا”. وقال أردوغان إن تركيا القوة الإقليمية التي طورت علاقات وثيقة مع سوريا لا يمكن أن تقبل “بحماه أخرى”. وأضاف أنه تحدث مع الأسد “وقال لي أمورا مختلفة للغاية. نتلقى معلومات استخبارات متضاربة حول قتل رجال الشرطة”.
وأشار اردوغان، في مقابلة مع قناة “سي ان ان تورك”، الى ان النظام نشر دبابات في شوارع حلب. وقال “هناك دبابات في الشوارع. يبدو أنهم فقدوا السيطرة هناك”. وأعلن ان حكومته تقوم بإجراءات لحماية العائلات هناك، داعيا السلطات السورية الى تطبيق إصلاحات بهدف وقف الاحتجاجات.
وقال سوريون إن نحو 40 دبابة وناقلة جند انتشرت على بعد نحو سبعة كيلومترات من بلدة جسر الشغور شمال غرب سوريا، حيث تقول السلطات السورية إن “عصابات مسلحة” قتلت أكثر من 120 من قوات الأمن. وذكرت صحيفة “الوطن” أن الجيش يستعد لمواجهة قد تستمر أياما في إدلب، مشيرة الى ان عناصر الجيش قد يواجهون حوالى ألفي مسلح.
من جهتهم، دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا إلى يوم تظاهرات جديد الجمعة (مع صدور هذا العدد) وناشدوا العشائر التحرك ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت صفحة “الثورة السورية 2011” على “فيسبوك” ان “العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة”.
Leave a Reply