«فايموس هامبرغر».. مشوار «البرغر» من بيروت الى أميركا

أن يفتح رجال الأعمال العرب الأميركيون مطاعم في ميشيغن تقدم فيها الوجبات الشرق أوسطية فتلك مسألة عادية، لاسيما مع تزايد أعداد أبناء الجاليات العربية وإقبال الأميركيين على المأكولات الشرق أوسطية، أما أن يأتي لبنانيٌ من خلف البحار ليفتح مطعماً يقدم الوجبات الأميركية (الحلال) وعلى رأسها «الهامبرغر» فتلك مسألة فريدة وتزداد تميزاً عند معرفة الإقبال الواسع الذي يلقاه هذا المطعم في ديربورن.

قصة «فايموس هامبرغر» لصاحبه فيصل حيدر، تعود في جذورها الى سبعينيات القرن الماضي حين فتح والد فيصل، المرحوم حسين حيدر، مطعماً للهامبرغر في بيروت، وأسماه «ليتل وايت كاسيل». كانت مساحته لا تتعدى 500 قدم مربع  لكنه حقق شهرة واسعة في فترة سريعة إلا أن الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان عام ١٩٧٥ اضطرت الوالد الى تبديل موقع المطعم واسمه، الذي أصبح «فايموس هامبرغر». 

القصة ليست سعيدة تماماً، فعشية يوم الإفتتاح المنتظر للمطعم الجديد حدثت مأساة للعائلة برحيل حسين حيدر إثر نوبة قلبية حادة ليجد فيصل نفسه وهو يحمل المسؤولية الكبيرة التي خلفها المرحوم والمتمثلة بالمطعم الجديد ورعاية العائلة.

في الثمانينيات، وبعد سنوات من العمل والنجاح، قرر فيصل، الذي تزوج وأنجب خمسة أبناء، الانتقال لأميركا في ظل تصاعد توتر الأوضاع السياسية في لبنان. استقرت العائلة المهاجرة في ديربورن ليجد فيصل نفسه في مأزق كسب العيش فاضطر للعمل في المحلات التجارية و الفنادق وأخيرا مندوبا للمبيعات يواصل العمل ليلاً ونهاراً، وفي التسعينيات قرر فتح مطعم «فايموس هامبرغر» في منطقة ديترويت. 

يقول فيصل «وصلت الى مرحلة سئمت فيها الكد والاجتهاد.. ولكنني تذكرت أبنائي الذين يرغبون بتناول وجبات الهامبرغر الحلال ولا يجدونها فرراودتني فكرة العودة الى فايموس هامبرغر».

وبالفعل افتتح فيصل في ميشغن مطعماً يحمل نفس اسم مطعمه في لبنان الذي باعه لدعم مشروعه الجديد، الذي ساعده فيه أبناؤه الذين أصبح منهم المهندس والطبيب والصيدلاني وكذلك بدأت زوجته بالعمل في سلك التعليم. 

افتتح المطعم لأول مرة على تقاطع شارعي وايومينغ وميشيغن افنيو في ديربورن عام 1997 وبعد سنتين، انتقل الى مكان أوسع على شارع وورن (بالقرب من شارع وايومينغ)، «كنا أول مطعم يقدم الهامبرغر الحلال في أميركا ونحن فخورون بذلك»، مؤكداً أن المسألة لا تتعلق بالنواحي الدينية وإنما هناك عائلات ترغب بإطعام أبنائها الوجبات الحلال.

حقق المطعم نجاحاً وتوسع في أنواع الوجبات حتى أصبحت قائمة الطعام فيه تضم اكثر من 19 نوعاً. قصة النجاح تواصلت ومعها تطلبات التوسع فكان الموقع الثالث (الحالي) لـ«فايموس هامبرغر» في العام 2003 قرب تقاطع شارعي فورد وشايفر، وهو يتسع لاعداد كبيرة من الزبائن ويصلح لاقامة الحفلات.

أنواع الوجبات

تحفل قائمة الطعام بالكثير من الأطباق التي تلقى إقبالاً كبيراً من الزبائن ولاسيما «فايموس بيرغر» و«سويس ماشروم بيرغر» و«حلال بيكون» و«تشالينجر».. وهذه الأخيرة عبارة عن شطيرة برغر وزنها 2 باوند ينافس بها المطعم زبائنه وتقدم مجانا لمن يستطيع التهامها كاملة. ويقول فيصل عن عدد الذين حاولوا تناولها فقال «أكثر من 500 زبون نجحوا في التهامها كاملة منهم حوالي 50 وضعت صورهم في بهو المطعم.

فرانشايز

.. وقصة النجاح تكبر، فقد أصبح «فايموس هامبرغر» ماركة «فرانشايز» في عالم المطاعم، حيث هناك عدة مطاعم أخرى تحمل هذا الإسم في مدن ألن بارك وآناربر ومنطقة كوينز في نيويورك، ويجري العمل لفتح فروع في شيكاغو وتورنتو. ويقول فيصل «إننا نولي اهتماماً باختيار الطباخين في هذه الفروع ونقوم بإعداد دورات مكثفة لهم ونركز أن تكون الوجبات المقدمة في كافة الفروع من اللحوم الحلال»، مؤكداً أن اختيار المواقع من اختصاص أصحاب هذه الفروع و«لكن بعد موافقتنا لأن نجاحهم يعني نجاحنا».

في فرع ديربورن الأساسي، هناك جناح بمدخل منفصل لزبائن الارجيلة وهناك قاعة للحفلات تتسع لـ100 شخص ويساعد فيصل في إدارة المطعم ابنه محمد. 

يشدد فيصل على أن النجاح لا يقتصر على الحفاظ على مستوى الخدمات والأطباق والإستمرارية، بل أيضاً عبر المواظبة على إدخال الوجبات الجديدة، والتي كان آخرها، حسب فيصل الـ«آيس كريم بيرغر». يختم فيصل بالقول «أهم ما نسعى إليه في تميزنا هو حسن استقبال الزبائن والحفاظ على ولائهم.. فهناك زبائن لا زالوا يرتادون المطعم منذ كانوا يدرسون في الجامعات.. يأتون مع عائلاتهم لتناول الطعام هنا.. و منهم من يعرف «فايموس هامبرغر» في بيروت يأتون الى هنا مع أولادهم وأحفادهم و يتذكرون الأيام الخوالي. 

Famous Hamburger

———–

———–