صنعاء - خلت صالة أفراح حفل زفاف شاب يمني في العاصمة صنعاء تماماً من طقوس مضغ نبتة القات، لكنها لم تخلُ بالطبع من البهجة، فيما كانت الوجوه غير منفوخة وتتوهج فيها الابتسامات. وقرر الشاب «البراء شيبان» كسر قيود عادات إقامة الأعراس في العاصمة اليمنية، ونظم حفل زفاف فريد من نوعه، إذ اشترط على الحضور عدم تناول القات وهو ما سار عليه الأمر في جو من البهجة والاستغراب، كون هذه الظاهرة هي الأولى من نوعها في صنعاء.
والقات هو نبات ذات تأثير منشط يزرع في اليمن ودول افريقية، ويمضغه البعض ويخزنونه في أحد جانبي أفواههم لعدة ساعات في المساء وتسمى جلسة المقيل. وحضر حفل الزفاف عدد من الشخصيات الاجتماعية السياسية وأعضاء بمجلس النواب ودبلوماسيون أجانب، وغطى الزفاف الفريد صحفيون يمنيون وأجانب وسط ترحيب ومباركات أصدقاء العريس.
وبخلاف الأعراس الأخرى التي عادة ما يتواجد في مقدمة قاعة الزفاف أشخاص يوزعون قناني الماء المعدني، كان هناك صبيان مبتسمان يوزعان العصائر والكعك وبعض الحلويات في أكياس وصحون أنيقة.
وعبر عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الحاضرة في حفل الزفاف عن أملهم في ان تكون هذه هي الخطوة الأولى في سبيل القضاء على القات، على الأقل في الأفراح، تمهيداً للحد من تناول هذه النبتة، والتي تصنفها معظم دول العالم ضمن قائمة المواد المخدرة وتمنع تداولها.
وحظي عرس الشاب البراء بحضور غير مسبوق من المقاطعين لمضغ القات، ليس لمعرفتهم المباشرة بالعريس، ولكن لمشاركته فرحته غير المسبوقة في صنعاء. وقال عدد من الحاضرين لـ«المصدر أونلاين» إنهم لا يعرفون العريس بشكل شخصي لكنهم سمعوا بإقامة حفل الزفاف من وسائل التواصل الاجتماعي وأحبوا مشاركة العريس فرحته في جو خال من نبتة القات.
في حفل الزفاف، أعلن رجلا أعمال بارزين في اليمن استعدادهما للتكفل بنفقات الأعراس المماثلة شريطة عدم تناول القات.
وتناضل العديد من المنظمات المدنية للتوعية بمخاطر القات، لكنها تعمل في بيئة قد تكلفهم أعواماً حتى يستطيعوا توعية اليمنيين بمخاطر هذه النبتة المتوارثة عبر أجيال، ما لم تتخذ السلطات الحكومة إجراءات قانونية تحد من زيادة تداول القات.
Leave a Reply