فـي ذروة انشغال كثيرين بمتابعة أخبار الظاهرة النادرة، المتمثلة فـي وصول القمر إلى الحضيض وتحوله إلى قمر عملاق أو «القمر الدامي» كما يوصف، نظراً لتحوله إلى اللون الأحمر، ثم ظاهرة خسوفه، ظهرت نبوءات، خصوصاً هنا فـي الولايات المتحدة، بقرب نهاية الكون.
ولهذه النبوءات، المتعلقة بحدوث الظاهرتين معاً، خلفـيات ومعتقدات، لكن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» دحضت هذه الخرافات على موقعها على الإنترنت، رافضة إخراجها من السياق العلمي والكوني للظاهرة.
وكانت ظاهرة «القمر العملاق» تكررت ليلة الأحد/الاثنين الماضي للمرة الرابعة خلال عامين، وهي الظاهرة التي يشار إليها باعتبارها «الرباعيات»، فـي حين أن خسوف «القمر الدامي» ظهر آخر مرة عام 1982، وستتكرر الظاهرة مرة أخرى عام 2033.
وإذا ما أراد البعض تصديق ما قاله بعض الأفراد الذين يصدقون مزاعم نهاية الكون بالتزامن مع تلك الظاهرة، فإن أحداً منا لن يتمكن من مشاهدة القمر الدامي مرة أخرى.
أما هؤلاء الذين يتبعون طوائف غريبة، ويروجون لنهاية العالم بسبب تكرار هذه الظاهرة، فإن غالبيتهم زعماء لجماعات تعيش على هامش الأديان الأصلية، أو أنها جماعات ذات آراء متطرفة منبثقة من الأديان السماوية.
وأصدرت الكنيسة المورمونية، المعروفة باسم «كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة»، بيانات لطمأنة أتباعها، البالغ عددهم 15 مليوناً، بعدم القلق من هذه الظاهرة، خصوصاً بعدما أثارت المؤلفة جولي راو (وهي مورمونية متشددة) المخاوف بين أفراد الطائفة بشأن اقتراب العالم من نهايته.
ودفع العديد من المؤلفـين بكتب فـي الأسواق تتحدث عن نهاية الكون والكوارث المقبلة، مشيرة إلى أن تكرار الرباعية هو «رسالة من السماء إلى البشر» بقرب الفناء أو بقرب وقوع أحداث جسام أو كوارث طبيعية أو اقتصادية ضخمة.
ولذلك فقد لجأ كثيرون إلى تخزين المواد الغذائية والتموينية والماء فـي ملاجىء أعدت خصيصاً لمثل هذه الأيام.
وقال المتحدث باسم احتياجات الطوارئ فـي ولاية يوتاه الأميركية، كيفـين آلبي، إن شركته شهدت زيادة كبيرة فـي المبيعات، تراوحت بين 200 و300 بالمئة.
وعزا ذلك إلى العديد من الأحداث المثيرة للقلق التي ستؤدي إلى أحداث جسام، مثل زلزال نيبال والتدخل الروسي فـي أوكرانيا والمخاوف الاقتصادية فـي اليونان والصين، حسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان».
ويزعم إيرفـين باكستر، الذي يدير موقعاً على الإنترنت يتعلق بنهايات الزمان، أن الرباعية الأخيرة تسبق «التوقيع على اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هذا الأمر سيكون مؤشراً على بداية نهاية السنوات السبع المؤدية إلى المعركة الحاسمة والفناء» أو «أرماغدون» بحسب التسمية التوراتية.
وهناك آخرون يعتقدون ببساطة أن الرباعية الأخيرة تشكل مؤشراً على قرب نهاية الكون، وأنه بقي أمامنا وقت قصير قبل مجيء الفرسان الأربعة أو «فرسان رؤيا يوحنا الأربعة، وهم فرسان الصراعات والحرب والمجاعة والموت».
من ناحيته، يعتقد القس مارك بليتز أنه مازال أمامنا 1000 عام أخرى «قبل النهاية»، لكن هذه الرباعية تنذر بكوارث اقتصادية وحرب رئيسية تكون إسرائيل طرفا فـيها.
أما القس جون هاغي، فـيزعم أن الرباعية الأخيرة قد تكون مؤشراً على حدوث تغيير جوهري، وأنها قد تكون رسالة من السماء إلى البشر وأنها مؤشر تاريخي لليهود سوف يقع قريباً وأن «الرب وحده يعلم حدوده»، على حد قوله.
Leave a Reply