ديترويت – كشف استطلاع جديد للرأي عن تراجع حاد في شعبية الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في ولاية ميشيغن، حيث يتخلف الرئيس الديمقراطي بثماني نقاط مئوية عن منافسه الجمهوري المحتمل، الرئيس السابق دونالد ترامب، قبل 10 أشهر من انتخابات الرئاسة المقررة في 5 تشرين الثاني نوفمبر القادم.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته مجموعة «غلينغاريف» لصالح صحيفة «ديترويت نيوز» والقناة المحلية الرابعة التابعة لشبكة «أن بي سي» WDIV، أن 17 بالمئة فقط من الناخبين المحتملين المشاركين في الاستطلاع يرون أن بايدن يستحق الفوز بولاية رئاسية ثانية، وهي أدنى نسبة تأييد يلقاها أي رئيس أميركي في تاريخ ميشيغن الحديث، وفقاً لمؤسس مجموعة «غلينغاريف» ريتشارد تزوبا.
ولدى سؤال المشاركين في الاستطلاع حول المفاضلة بين بايدن وترامب الذي يواجه سيلاً من التهم الجنائية، قال 47 بالمئة من الناخبين المحتملين إنهم يفضلون الرئيس الجمهوري السابق، بينما اختار 39 بالمئة بايدن، بفارق 8 نقاط لصالح ترامب، بحسب نتائج الاستطلاع الذي شمل 600 ناخب محتمل في الانتخابات العامة في الولاية التي تمثل ساحة معركة حقيقية في سباق الرئاسة 2024.
في المقابل، قال 3 بالمئة إنهم سيصوتون لمرشح آخر، فيما قال 11 بالمئة إنهم لم يقرروا بعد.
واتسع تقدم ترامب على بايدن إلى ما يصل إلى 12 نقطة عندما تم إعطاء الناخبين الذين شملهم الاستطلاع قائمة افتراضية بمرشحي الطرف الثالث، مثل مرشحي حزب الخضر والحزب الليبريتاري ومرشحين مستقلين مثل ليز تشيني وجو مانشين، علماً بأن الاستطلاع الذي أجري بين 2 إلى 6 كانون الثاني (يناير) الجاري بهامش خطأ 4 نقاط مئوية، هو الأول الذي يظهر تقدم ترامب على منافسه الديمقراطي المحتمل في ميشيغن منذ بدء «غلينغاريف» بإجراء الاستطلاعات لصالح صحيفة «ديترويت نيوز» وقناة WDIV في عام 2016.
ومن بين المشاركين في الاستطلاع، قال 40 بالمئة إنهم ديمقراطيون، وقال 40 بالمئة إنهم جمهوريون، فيما وصف 20 بالمئة أنفسهم بأنهم مستقلون.
وقال تزوبا: «لو كنتُ ديمقراطياً في ميشيغن، لكنتُ كسرت أجهزة إنذار الحرائق في البيت الأبيض للمطالبة بمعرفة ما هي الخطة الخاصة بميشيغن، لأن هذه الأرقام سيئة للغاية بالنسبة لأي مسؤول يسعى للاحتفاظ بمنصبه من أي حزب كان».
ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن قد أدى وظيفته بشكل جيد بما يكفي ليستحق إعادة انتخابه أو إذا كان الوقت قد حان لمنح شخص آخر فرصة قيادة البلاد، قال 17 بالمئة إن بايدن يستحق إعادة انتخابه، فيما قال 77 بالمئة إنهم يريدون زعيماً جديداً. في المقابل، قال 33 بالمئة إن ترامب يستحق ولاية ثانية، فيما قال 62 بالمئة إنهم يفضلون شخصاً آخر.
تعتبر نتائج الاستطلاع بمثابة إشارات تحذيرية للديمقراطيين في ميشيغن الذين حققوا سلسلة من الانتصارات السياسية على مدى السنوات الست الماضية وسيطروا على حكومة الولاية بشكل مطلق بعد انتخابات 2022.
وكان بايدن قد فاز بولاية ميشيغن في انتخابات 2020 بفارق 154 ألف صوت أو 3 نقاط مئوية (51 بالمئة –48 بالمئة). وقبل ذلك بأربع سنوات –أي في عام 2016– أصبح ترامب أول مرشح رئاسي جمهوري يفوز بولاية البحيرات العظمى منذ 28 عاماً بعد تفوقه على المرشحة الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون، بفارق 10,700 صوت (0.2 بالمئة).
وجاء دعم ترامب في الاستطلاع الجديد –47 بالمئة في المنافسة المباشرة مع بايدن– متماشياً مع حجم الأصوات التي حصل عليها في آخر انتخابات رئاسية خاضها في ميشيغن، وهو ما يظهر تماسك القاعدة الشعبية للرئيس الجمهوري السابق على عكس بايدن.
وقال تزوبا إن ما تغير هو الطريقة التي ينظر بها الناخبون في ميشيغن إلى بايدن، الذي يبلغ من العمر الآن 81 عاماً وهو أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
وبعد ثلاث سنوات من ولايته الأولى، وجد الاستطلاع أن 29 بالمئة من المشاركين كان لديهم انطباع إيجابي عن رئاسة بايدن، مقابل 58 بالمئة لديهم انطباع سلبي. بل أظهرت الأرقام أيضاً انخفاضاً كبيراً في دعم الديمقراطيين أنفسهم للرئيس الحالي. ففي أيلول (سبتمبر) 2020، وجد استطلاع مماثل في ميشيغن أن 43 بالمئة لديهم انطباع إيجابي عن بايدن.
وفي السياق ذاته، قال 50 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يرفضون «بشدة» أداء بايدن كرئيس. وقال 11 بالمئة إنهم غير راضين إلى حد ما، لتبلغ نسبة عدم الموافقة الإجمالية إلى 61 بالمئة. وقال 35 بالمئة فقط إنهم راضون عن أداء بايدن، ولم يقدم 4 بالمئة إجابة.
أولويات الناخبين
وحول القضايا الرئيسية التي ستؤثر على موقف الناخبين في انتخابات 2024، جاء ملف الوظائف والاقتصاد على رأس القائمة بنسبة 16 بالمئة، يليه ملف الحدود والهجرة (9 بالمئة)، ثم التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة (7 بالمئة)، فيما حصلت «حماية الديمقراطية الأميركية»، التي جعلها بايدن نقطة محورية في حملة إعادة انتخابه، على 4 بالمئة فقط، خلف السياسة الخارجية (7 بالمئة) والإجهاض وحقوق المرأة (5 بالمئة).
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك جانب مشرق في الاستطلاع الجديد للديمقراطيين في ميشيغن، قال أدريان هيموند، وهو ديمقراطي ومستشار سياسي مقيم في الولاية، إنه «لا يوجد شيء إيجابي».
وقال هيموند: «ما لم يكن هناك تغيير جوهري في ديناميكيات الانتخابات، فإن ترامب سيصبح رئيساً في يناير من العام المقبل».
في المقابل، قال بعض الديمقراطيين إن نقاط ضعف ترامب، الذي يواجه مجموعة من الاتهامات الجنائية بسبب جهوده لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ستكون كافية لهزيمته في الخريف المقبل.
وفي السياق، قال أكثر من 58 بالمئة من الناخبين إن إدانة ترامب لن يكون لها أي تأثير على تصويتهم، بينما قال 28 بالمئة إن ذلك سيجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالحه.
ويتمر تتفوق
بحسب الاستطلاع، لا يزال هناك طريق أمام الديمقراطيين للاحتفاظ بالبيت الأبيض بشرط اختيار مرشح بديل عن بايدن. ففي سباق افتراضي بين حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، وترامب، تقدمت ويتمر بفارق 4 نقاط، بنسبة 49 بالمئة مقابل 45 بالمئة.
كما كان أداء حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أفضل من بايدن بين ناخبي ميشيغن، حيث تخلف بفارق 5 نقاط عن ترامب (40 مقابل 45 بالمئة).
ولكن من المتوقع أن يفوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي في ميشيغن بموجب الاقتراع التمهيدي الذي سيقام في 27 فبراير المقبل، بمواجهة عضو الكونغرس الأميركي النائب دين فيليبس من ولاية مينيسوتا، والمؤلفة ماريان ويليامسون، المقيمة السابقة في منطقة ديترويت والتي ترشحت أيضاً للرئاسة في عام 2020.
Leave a Reply