بارقة أمل في العام الجديد

فاطمة‭ ‬الزين‭ ‬هاشم

ها نحن نستقبل العام الجديد كمن يفتح ذراعيه لاستقبال إنسان عزيز، نستقبل العام الجديد بأمل وتفاؤل ومحبة آملين أن يحمل لنا طاقة أمل إيجابية تمحو آثار المنغصات التي تركتها السنة المنصرمة في نفوسنا وأن يفتح العام الجديد آفاقاً جديدة تنسجم مع طموحاتنا في حياة حرة كريمة، وآمالنا بسنة جديدة يسودها الأمان والأمن والرخاء ورغد العيش وتمتين أواصر الصلة مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران.

وإذ يحتفل العالم على اتساع الأرض من أقصاها إلى أقصاها بحلول السنة الجديدة دون علم بما يخبئه القدر للناس، ومع ذلك تقام الاحتفالات وتزدان الشوارع بالزينة وتسطع الأنوار وتصدح الموسيقى الابتهاجية ناهيك عن الاستعدادات لإقامة الحفلات الخاصة في المنازل والمطاعم والنوادي، كل ذلك يجري لاستقبال المجهول القادم، عله يكرمنا كما أكرمنا وفادته.

السنة الحالية توزعنا بما حملت لنا من مآسٍ وخراب هنا وفي لبنان والعراق واليمن وفي أصقاع العالم كله، حتى أصبحت المجاعة تدق أبواب بلدان كانت مصدر خير ومرتعاً للجمال… حقاً، لقد مضت سنة سيئة بكل المقاييس.

فهل ستحمل لنا السنة الجديدة معها بشائر الخير والاستقرار والطمأنينة ونهاية الحروب والصراعات العبثية… اسألوا ليلى عبد اللطيف، حيث الملايين يتسمرون أمام شاشات التلفزة علّ المنجمون الذين أصبح عددهم لايُحصى، يأتون بخبر يسر القلوب أو يلوحون ببارقة أمل في تغيير الأوضاع المأساوية السائدة في بلادنا العزيزة.

لكن حتى عند سماعنا المنجمين يعترينا الشعور بالأسف والإحباط، فكل يفصل الوضع على مقاسه، فهناك من يوحي بانفراجة وآخر يرسم حالة سوداوية قادمة لامحالة.. وإزاء هذا وذلك، يصبح المتابع في حيرة لا يستطيع معها التمييز بين الكاذب والصادق. وقد «كذب المنجمون ولو صدقوا».

وبمناسبة وقوفنا على أعتاب السنة الجديدة أقدم شكري لمن أتت بهم الأقدار وأضافوا رونقاً جميلاً لحياتي، شكراً لمن وقفوا إلى جانبي وشدوا من أزري وربتوا على كتفي حين احتجتهم، كما أشكر القدر الذي عرى بعضهم فأظهروا حقيقة ما كانوا يتخفون وراءه، لتحتكم الغربلة في فرز الأوفياء من الأدعياء.

هناك من رحل عن عالمنا تاركاً فينا الحسرة لفقدانه، وهناك من ترك لنا معه ذكرى جميلة ويعز علينا غيابه مع قدوم السنة الجديدة.

أتمنى لأهلي وأبنائي وصديقاتي وأسرة «صدى الوطن» والقراء وأبناء وبنات الجالية جميعاً أن تحمل لهم السنة الجديدة بشائر الخير والأمل، وكل عام وأنتم بخير.