رغم معارضة بيضون وماكوسيل المرشحين لرئاسة البلدية
ديربورن هايتس
في قرار قوبل بمحاذير انتخابية واضحة، صوت مجلس بلدية ديربورن هايتس مؤخراً لصالح بناء محطة إطفاء جديدة على عقار سيجري اقتطاعه من ملعب «وورن ڤالي» للغولف في شمال المدينة، وتحديداً على الجانب الغربي من شارع بيتش دايلي، إلى الجنوب من تقاطع هاينز درايف والشمال من شارع وورن.
وتم تمرير المقترح الذي قدمه كبير مهندسي البلدية، علي ديب، بأربعة أصوات من أصل سبعة في جلسة عقدت يوم 11 حزيران (يونيو) الجاري، حيث حاز المقترح على تأييد كل من: حسن أحمد، حسن صعب، نانسي براير وروبرت كونستان، بينما عارضه كلٌّ من رئيس المجلس مو بيضون، وعضوة المجلس دينيز مالينوسكي ماكسويل، وكلاهما يخوض سباق رئاسة البلدية هذا العام. فيما تغيْب عن الجلسة عضو المجلس توم وينسل، الذي كان يتعافى من ارتجاج في المخ ناتج عن إصابة برأسه خلال مباراة كرة قدم.
وبحسب الخطة، ستحل المحطة الجديدة محل المحطة الموجودة حالياً في وسط المدينة على شارع بيتش دايلي، إلى الجنوب من تقاطع فورد، والتي تم تشييدها في تسعينيات القرن الماضي كمقر رئيسي لدائرة الإطفاء في ديربورن هايتس بالإضافة إلى محطة أخرى تقع على شارع تلغراف وتخدم الجزء الجنوبي من المدينة.
ويقول أنصار المقترح إن المحطة الحالية بُنيت على أرض غير مستقرة وتعرضت لمشاكل هيكلية متعددة، بالإضافة إلى العفن، كما أنها تقع في منطقة ذات حركة مرور كثيفة بالقرب من مدرسة كريستوود الثانوية ومركز كانفيلد المجتمعي، مما يصعب مهمة عناصر الإطفاء والمسعفين في الاستجابة السريعة للحالات الطارئة.
ونظر مسؤولو البلدية في ثلاثة مواقع مقترحة لإنشاء محطة إطفاء بديلة في الطرف الشمالي من المدينة، إلا أنه سرعان ما تم استبعاد أحدها، وهو موقعٌ مملوك للمقاطعة على الجانب الشرقي من شارع بيتش دايلي، إلى الجنوب من تقاطع هاينز درايف، والشمال من شارع وورن. وقد رفضت حكومة المقاطعة النظر في مطلب اقتطاع العقار من منتزه هاينز.
أما الموقعان الآخران– وكلاهما مجاور لملعب الغولف– فهما مملوكان للبلدية. الأول، على الجانب الشمالي من شارع وورن بين مدرسة «ريفرسايد» الإعدادية ومتجر «وورن ڤالي پرو» لمعدات الغولف، والثاني –الذي تم اختياره في نهاية المطاف– يقع على الجانب الغربي من شارع بيتش دايلي بين تقاطعي وورن وهاينز.
وقد خضع كلا الموقعين المجاورين لملعب «وورن ڤالي» للغولف لتقييم جيوتقني، باستخدام منحة فدرالية قدرها 500 ألف دولار حصلت عليها المدينة لتطوير محطة الإطفاء، برعاية من عضوة الكونغرس رشيدة طليب، التي تمثل المدينة في مجلس النواب الأميركي. وقد أظهرت الفحوص أن ظروف التربة وضغوط التحمل المسموح بها في كلا الموقعين مقبولة لتجنب المشاكل التي تواجهها محطة الإطفاء الحالية على بيتش دايلي.
ورغم أن كلا المقترحين يقعان خارج خريطة السهول الفيضية التي حددتها الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ، ويتوافقان مع متطلبات الاستجابة للطوارئ في الجزء الشمالي من المدينة، إلا أن المهندس ديب، فضّل أن تكون المحطة الجديدة على شارع بيتش دايلي، وليس وورن الذي قد يعاني من حوادث وازدحامات مرورية خانقة خاصة خلال أوقات توصيل طلاب المدارس وانصرافهم، مما قد يؤثر على سرعة الاستجابة للطوارئ.
وتستجيب إطفائية ديربورن هايتس سنوياً لحوالي تسعة آلاف اتصال، بين حرائق أو حالات صحية طارئة.
كما حذر ديب من أن موقع وورن سيكون له تأثير ضوضاء أكبر على المناطق السكنية المحيطة، مقارنةً بموقع بيتش دايلي، فيما تركزت أصوات المعارضين على قلقهم من تأثير المشروع على خطط إعادة تطوير نادي الغولف التاريخي.
والجدير بالذكر أن واجهة المحطة المقترحة على شارع بيتش دايلي، ستبلغ 660 قدماً، مما يوفر مسافة أوسع لبوابات عربات الإطفاء على طول الطريق، بعكس موقع وورن الذي تبلغ واجهته 275 قدماً فقط، مما يحدّ من عدد البوابات المتصلة مباشرة بالطريق، وهو ما اعتبره ديب عاملاً إضافياً في تفضيل الموقع المقترح.
وصرح ديب، بأن النتائج والتوصيات خضعت لمراجعة من قبل قائد الإطفاء، ومدير قسم المباني والهندسة، وإدارة ملعب الغولف، ومستشارين متخصصين، مؤكداً أن موقع بيتش دايلي هو الموقع المفضل بالنسبة لهم. غير أن ذلك لم يكن كافياً لإقناع كل من بيضون وماكسويل، قبل أقل من شهرين على خوضهما السباق التمهيدي لرئاسة البلدية بمواجهة مرشحَين آخرَين، هما: حسين عناني، ولينا أرزوني التي تحظى بدعم رئيس البلدية الحالي بيل بزّي الذي قرر عدم خوض انتخابات هذا العام للاحتفاظ بمنصبه لولاية ثانية من أربع سنوات، وذلك بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة لدى دولة تونس، وهو قرار لايزال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ الأميركي.
ويحظى «وورن ڤالي» الذي تم إنشاؤه عام 1922 كأول ملعب يصممه مصمم ملاعب الغولف الشهير، الاسكتلندي دونالد روس (1872–1948)، بمكانة خاصة لدى شريحة واسعة من سكان ديربورن هايتس، لاسيما كبار السن الذين يقبلون بكثافة على صناديق الاقتراع، وهو ما يفسرإحجام كل من بيضون وماكسويل عن التصويت لصالح اقتطاع جزء منه لبناء محطة الإطفاء الجديدة.
وكانت بلدية ديربورن هايتس قد اشترت الملعب من حكومة مقاطعة وين عام 2018 نزولاً عند مطالبات السكان الذين دعوا إلى الحفاظ على ملعب الغولف الوحيد في مدينتهم بدلاً من بيعه إلى مستثمرين يسعون إلى تحويله لمنطقة سكنية تجارية كما كان مقترحاً في ذلك الوقت.
وبعد الموافقة على اقتطاع جزء من نادي الغولف، سيبدأ العمل مباشرة على تصميم محطة الإطفاء الجديدة التي ستضم المقر الرئيسي للدائرة، بالإضافة إلى هنكارات لعربات الإطفاء ومركبات الإسعاف، ومساحة معيشة لعناصر الدائرة.
وسيأتي جزء كبير من التمويل عبر منح حكومية من ولاية ميشيغن والحكومة الفدرالية، مما يعني أن البلدية لن تتحمل سوى تكلفة ضئيلة، إن وُجدت، وفقاً لرئيس البلدية الذي انتقد تأخر مجلس المدينة في الموافقة على المقترح رغم مرور عدة أشهر على تقديمه.
وعلّق بزّي قائلاً: «نتقدم بالشكر والامتنان إلى عضوة الكونغرس الأميركي رشيدة طليب، وعضوة مجلس شيوخ ولاية ميشيغن سيلفيا سانتانا، وعضوة مجلس نواب الولاية أيرين بيرنز، على دعمهن لهذا المشروع»، معرباً عن ارتياحه «أخيراً» لموافقة مجلس المدينة على موقع المقر الجديد لدائرة الإطفاء، لا سيما وأن المقترح لم يتغير منذ المرة الأولى التي قُدّم فيها قبل عدة أشهر «مما كلف المدينة وقتاً طويلاً للمضي قدماً بهذا المشروع».
يذكر أن رئاسة بزي لبلدية ديربورن هايتس اتسمت على مدار الأعوام الماضية، بخلافات مستمرة مع مجلس المدينة، شملت إصلاح دائرة الشرطة وإقرار الميزانية العامة وصرف الرواتب لبعض المسؤولين فضلاً عن الخلافات حول حدود الصلاحيات المنصوص عليها في ميثاق المدينة التي تضم حالياً زهاء 62 ألف نسمة.
Leave a Reply