هامترامك
انتقد قائد شرطة هامترامك الموقوف عن العمل، جميل الطاهري، بشدة، صحيفة «هامترامك ريفيو» متهماً إياها بالتحيّز ضده في نزاعه القانوني مع مدير البلدية ماكس غاربارينو والمحقق السابق في شرطة المدينة دايف آدمتشيك، اللذين يتهمانه بالفساد وسوء السلوك الوظيفي في دعوى قضائية تشمل أيضاً رئيس البلدية أمير غالب وجميع أعضاء مجلس المدينة ذات الأغلبية الإسلامية.
وكان غاربارينو قد أحال الطاهري إلى إجازة إدارية في (أيار) مايو الماضي استناداً إلى مزاعم متعددة أطلقها آدمتشيك بشأن فساد قائد الشرطة اليمني الأصل الذي لم يكن قد مضى على تعيينه في قيادة الدائرة سوى عام ونيف، قادماً من جهاز شرطة مدينة نيويورك.
ولاحقاً قام مجلس المدينة بتعليق مهام غاردارينو، بانتظار انتهاء التحقيقات في قضية الطاهري، علماً بأن غاربارينو كان قد أحال آدمتشيك أيضاً إلى إجازة إدارية، بانتظار البت بادعاءاته الخطيرة بحق الطاهري.
وبعد توقيفه عن العمل سارع غاربارينو وآدمتشيك إلى رفع دعوى مشتركة بزعم تعرضهما للتوقيف عن العمل كإجراء انتقامي بعد كشفهما عن مخالفات جسيمة ارتكبها مسؤولون في المدينة، بينهم الطاهري.
وتشير الدعوى إلى أن الطاهري تورط بمخطط تآمري للحصول على عفو رئاسي لصالح رجل أعمال مدان مقابل عمولة، فضلاً عن اتهامه بسوء السلوك الوظيفي والقيادة المخمورة وإخفاء سيارة مسروقة، فضلاً عن اتهامات أخرى وصفتها صحيفة «ديترويت نيوز» بأنها أشبه بنصوص مسلسل المافيا «سوبرانوز»،.
ومن ضمن جملة الأدلة التي قدّمها غاربارينو وآدمتشيك في إطار الدعوى، تسجيلٌ صوتي يبدو فيه الطاهري وهو يعرض مسدسه على مواطنة تدعى كارول روتكوفسكي بعد أن شكت له مشكلتها مع صاحب أحد المتاجر في المدينة.
وفي تبادل غاضب للرسائل النصية مع صحيفة «هامترامك ريفيو»، قال الطاهري إن المقطع الذي سجله آدمتشيك خلسةً خلال تواجده في مكتبه، «تم التلاعب به»، مؤكداً أن المواطنة لم تلمس سلاحه قط وأن المسدس لم يكن محشواً.
وأضاف متوجهاً في حديثه إلى محرر الصحيفة، تشارلز سيركومب بالقول: «أنا مستاء للغاية من تغطيتكم المتحيزة وغير الأخلاقية» وتابع قائلاً: «كنت أحترمك وكنت أعتقد أنك غير متحيز وأنك في الواقع صحفي يتمتع بأخلاق عالية».
يذكر أن صحيفة «هامترامك ريفيو» التي تأسست عام 2013، ويشكل الأميركيون البيض جميع المسؤولين فيها، هي الصحيفة الرئيسية في المدينة التي تضم زهاء 27 ألف نسمة، معظمهم من اليمنيين والبنغاليين.
وفي التسجيل، الذي نشره المحامي جوناثن ماركو، يسمع الطاهري وهو يقول للسيدة المسنة البيضاء، المتطوعة في «أكاديمية المواطنين»: «خذي مسدسي. وصوِّبيه إلى رأسه اللعين وقولي له: أعطني الإطارات»، في إشارة إلى إطارات نظاراتها التي يرفض صاحب المتجز إعادتها لها.
وخلال حديثه المسجل مع روتكوفسكي، يُسمع ضابط آخر وهو يسأل إن كان المسدس محشواً، فأجابه الطاهري بأنه كذلك بالفعل، لكن الأخير نفى للصحيفة، صحة ما ورد في التسجيل، مؤكداً أنها لم تلمس المسدس قط، و«كنا جميعاً نتحدث لا غير».
وأضاف الطاهري لصحيفة «ذا ريفيو» أن الخلاف حول النظارات سُوي لأنه قام بدفع 250 دولاراً من ماله الخاص لشراء نظارات جديدة لروتكوفسكي «لأنها لم تكن قادرة على تحمل تكلفتها»، وفق تعبيره.
ولم يكن الطاهري وحذه، ممن دحض صحة التسجيل. فقد قالت روتكوفسكي، في منشور على فيسبوك، إن الموقف كان مجرد «مزحة»، مشددة على أن أدامتشيك نفسه، كان يعلم بذلك، وأنه كان يضحك خلال المحادثة في مكتب الطاهري، ولكن التسجيل لم يظهر ذلك بسبب كتم الصوت في أجزاء منه.
وتوجهت روتكوفسكي إلى آدمتشيك بالقول: «أنت تعلم أنك كنت تضحك. أنت تعلم ذلك، لذا لا يمكنك أن تتظاهر بأنك لم تكن تضحك لأنك كنت تضحك».
كما أكد الطاهري أن آدمتشيك كان يعلم بأن الأمر كان مزحة، لافتاً إلى قيامه بتسجيل المحادثة دون علم أحد، «يدل على سوء نيته».
وأشار قائد الشرطة الموقوف عن العمل إلى أنه كان ينبغي على الصحيفة الاستفسار عن «صحة» التسجيل، قبل بثه والبناء على مضمونه، موضحاً أن آدامتشيك يمتلك استوديو تسجيل وشركة تحقيقات خاصة، و«من السهل جداً بالنسبة له التلاعب بالصوت وتزويره».
وكان سيركومب قد كتب في صحيفة «هامترامك ريفيو»، مقالاً سخر فيه من وصف روتكوفسكي لما حدث بأنه مجرد «مزحة»، زاعماً أن المسدس كان محشواً دون تقديم أي دليل على ذلك.
وقال سيركومب إن محامي غاربارينو، كان قد وعد عقب رفع الدعوى ضد رئيس البلدية ومجلس المدينة وقائد الشرطة، بنشر وثائق دامغة خلال الأسابيع المقبلة، وقد أوفى بذلك، وفق تعبيره
يشار إلى أن المسؤولين في مدينة هامترامك دعوا مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) لتولي التحقيق في القضية، وسط غياب تام للثقة بين رئيس البلدية ومديرها.
وفي مثال على ذلك، أمرَ غالب في أحد اجتماعات مجلس المدينة –مؤخراً– بإخراج غاربارينو من قاعة الجلسة، بذريعة أنه لا يشعر بالأمان في وجوده.
يذكر أن غالب لن يخوض انتخابات هذا العام للاحتفاظ بمنصبه لولاية ثانية من أربع سنوات، وذلك بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة لدى دولة الكويت، وهو قرار لايزال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ الأميركي.
كما تواجه بلدية هامترامك، تحقيقات أخرى تطال عدداً من أعضاء مجلس المدينة، سواء لضلوعهم في عمليات تزوير انتخابية مزعومة أو بدعوى إقامتهم خارج حدود المدينة بما يخالف ميثاق هامترامك.
Leave a Reply