ديترويت
بعد موجة الحرّ القياسية التي خيمت على منطقة ديترويت الكبرى بالتزامن مع بداية فصل الصيف، الأسبوع الماضي، كشفت أحدث تنبؤات الأرصاد الجوية لصيف 2025، أنه سيكون أشد حراً من المتوسط، فيما من المتوقع أن تتساقط الأمطار بنفس المعدل المعتاد خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
وتشير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي لبقية الصيف وحتى أوائل الخريف القادم، لن يقتصر فقط على ميشيغن، بل سيشمل معظم الولايات المتحدة ولاسيما في شمال شرق البلاد وجنوب فلوريدا والنصف الغربي من البلاد.
وتقول الإدارة إن النماذج الحاسوبية طويلة المدى متفقة تماماً على أن درجات الحرارة في الصيف الحالي ستتجاوز المعدل الطبيعي خلال أشهر تموز (يوليو) وآب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر).
وعادة، يتراوح متوسط درجات الحرارة العليا خلال شهري يوليو وأغسطس بين 80 و83 درجة فهرنهايت، فيما تبدأ الحرارة العليا خلال سبتمبر بالانخفاض قليلاً لتصل إلى السبعينيات بحلول نهاية الشهر.
وبحسب التوقعات المحدثة، تنبئ الأرصاد الجوية بأن درجات الحرارة العليا اليومية في ميشيغن، ستتراوح غالباً بين 85 و95 فهرنهايت، مثلما حصل الأسبوع الماضي، حيث شهدت منطقة ديترويت ارتفاع درجات الحرارة إلى التسعينيات لأربعة أيام متتالية، بما في ذلك، يوم الاثنين 23 حزيران (يونيو)، حيث بلغت درجات الحرارة مستوى قياسياً عند 95 فهرنهايت، وهو مستوى غير مسبوق في مثل هذا اليوم من السنة عبر تاريخ المنطقة الحديث، وفقاً للسجلات الرسمية.
وقد ارتفع مؤشر الحرارة المحسوسة مطلع الأسبوع الماضي إلى 105 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية) بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة. ونتيجةً للقيظ الشديد خضع سكان مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وجينيسي لتنبيهات عامة بتفادي الخروج في الهواء الطلق حتى ساعات المساء.
واستمرت موجة الحر الخطيرة في جنوب شرقي ولاية ميشيغن لعدة أيام قبل أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تبريد الطقس نسبياً بحلول يوم الأربعاء المنصرم. فيما تشير توقعات الأسبوع القادم إلى استمرار الطقس الحار مع بداية شهر يوليو القادم، حيث ستتراوح درجات الحرارة العليا عند مستوى الثمانينيات على مقياس فهرنهايت.
وكما هو الحال بعد كل موجة حرّ شديد، تعرضت منطقة ديترويت الأسبوع الماضي لعواصف رعدية وأمطار غزيرة تسببت بفيضانات واسعة وانقطاع للتيار الكهربائي طال عشرات آلاف المنازل وتسبب بازحامات مرورية خانقة على التقاطعات نتيجة تعطل الإشارات الضوئية، فضلاً عن تساقط الأشجار والدمار الذي لحق بالممتلكات.
وتركزت أضرار عواصف الثلاثاء في مدن ليفونيا وكلينتون ومناطق جنوبي مقاطعة أوكلاند، بالإضافة إلى شمال مدينة ديترويت.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق –بحسب الخبراء– هو أن موجات الحرّ المبكرة، مثل الموجة الحالية في أواخر يونيو الجاري، تمهّد لحدوث موجات أكثر حرارة خلال شهر يوليو القادم، وهذا بالطبع أمر مقلق للأشخاص الذين لا يحبون الحرّ الشديد والرطوبة العالية، لاسيما الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
وفي الأيام شديدة الحرارة، ينصح خبراء الصحة بشرب الكثير من السوائل، وتشغيل المراوح أو مكيفات الهواء في المنزل إن أمكن، والحد من قضاء الوقت في الهواء الطلق. إذا شعرتَ بتوعك بسبب الحر، فإن الاستحمام بماء بارد قد يساعد على خفض درجة حرارة جسمك.
وتبذل مناطق عديدة في منطقة ديترويت قصارى جهدها للاستعداد لموجات الحرّ الشديد، حيث تفتح معظم البلديات المراكز الترفيهية والمسابح والحدائق المائية والمكتبات العامة وغيرها من المرافق العامة إلى محطات تبريد لإيواء السكان بعيداً عن الحر الشديد.
وبالنسبة لهطول الأمطار، لا تشير التوقعات في ميشيغن إلى نمط غير معتاد، وهذا لا يعني أن الولاية لن تشهد أمطاراً محلية غزيرة جداً قد تهدد بحدوث فيضانات واسعة. فعندما تتشكل قبة هوائية ساخنة جنوب ميشيغن، فإنها تحمل الكثير من الطاقة التي يمكن أن تتحول إلى أمطار غزيرة، وهذا متوقع حدوثه باستمرار خلال أشهر الصيف.
Leave a Reply