لندن – بدأت الأوساط الطبية مؤخرا تشير إلى مشكلة خصوبة الرجال خصوصا عندما يتعلق الأمر ببعض الأشياء التي يصعب للرجال السيطرة عليها، كالإسراف في الوجبات السريعة.حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى أن هذه الوجبات لها تأثيرات ضارة على خلايا الخصية بسبب زيادة ترسيب الدهون التي تحتويها هذه الوجبات وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية مسببة تليفها واضطراب وظائفها، حيث تخفض معدل هرمون الذكورة الذي يعرف بـ«التستوستيرون»، الأمر الذي يهدد خصوبة الرجال.
ومن خلال الدراسة التي أجريت على حيوانات التجارب، عن طريق تغذية ذكور فئران التجارب بوجبات تضاهي الوجبات السريعة في المحتوي والمضمون شملت هامبرغر وخبز الكايزر مخلوطاً بصلصات المايونيز والكاتشب ولمدة تراوحت من 5 أشهر وبصورة متواصلة، واتضح أن تناول الفئران بشغف بالغ هذا النوع من الطعام انعكس في زيادة الوزن بصورة واضحة وخاصة سمنة الأحشاء الداخلية، وترسبت الدهون وزادت معدلات أكسدة الدهون وانخفض معدل هرمون الذكورة «التستوستيرون»، حيث أظهر فحص الأنسجة مجهرياً تحللاً واضحاً في خلايا الخصية وقلة الحيوانات المنوية وتليفاً بصورة واضحة، وكان السبب المرجح لكل ذلك زيادة ترسيب الدهون وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية.وأفادت دراسة أخرى في هذا المجال أنه كلما ازداد وزن الرجل تراجعت فحولته وأصبحت رجولته مهددة، حيث أن مخاطر عدم الإنجاب تزداد عند الرجال البدناء فكل عشرة كيلو جرامات زيادة في الوزن، تقلل خصوبة الرجل بنسبة 10 بالمئة.وفي بريطانيا حذر الباحثون من أن الوجبات السريعة الدسمة والغنية بالدهون، قد تسبب الإدمان بنفس الطريقة، التي تسببها المخدرات، وخصوصاً الهيروين، حيث اكتشفوا أن الإفراط في الأكل ليس بسبب نقص الإرادة والسيطرة على النفس، وإنما بسبب عوامل إدمان معينة، بحيث يصبح جسم الإنسان مدمنا على الدهون والسكريات، الأمر الذي يساعد في تفسير ارتفاع معدلات البدانة في العالم.وأوضح العلماء أن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون تنشط إفراز المواد الكيماوية المسؤولة عن الشعور بالسرور والنشوة في الدماغ، التي تعرف بـ«الأفيونات الطبيعية»، وهو ما يشجع اعتماد بعض الحيوانات وحتى البشر، على السكريات والطعام الحلو، مفسّرين الأمر بأن الدماغ في هذه الحالة أصبح مدمنا على أفيوناته نفسها، بنفس مبدأ الإدمان على المخدرات، كما يُعتقد أن السيطرة على الشهية تتم من خلال نظام معقّد من الهرمونات، ومواد أخرى ينتجها الجسم.
Leave a Reply