واشنطن – كشف التقرير السري الذي أعده المفتش الأميركي العام حول أداء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مزيداً من التفاصيل حول مدى تقصير الوكالة في عهد رئيسها السابق، جورج تينيت، فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة.وجاء في التقرير السري، الذي أعد في العام 2005 وصدر ملخصه المكون من 19 صفحة الثلاثاء الماضي، أن اثنين من الانتحاريين التسعة عشر، الذين شنوا هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، ربما كانوا في الولايات المتحدة عندما تم إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بمخطط القاعدة لشن هجمات إرهابية.وأشار التقرير إلى أن هذين الشخصين هما خالد المحضار ونواف الحازمي، وأن المعلومات التي وصلت إلى وكالة الاستخبارات الأميركية تفيد أنهما حضرا اجتماعاً للإرهابيين المشتبهين في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، في كانون الثاني (يناير) عام 2000.ووفقاً للتقرير، فإن وكالة الاستخبارات الأميركية علمت أن واحداً منهما على الأقل سافر إلى مدينة لوس أنجلوس في آذار (مارس) عام 2000.وأوضح أن ما بين 50 إلى 60 شخصاً قرأوا المعلومة التي تحتوي على بيانات السفر بشأنهما بين شهري كانون الثاني وآذار عام 2000، غير أن كثيرين في الوكالة فشلوا في ملاحظة أهمية المعلومات ومشاركتها مع الوكالات الأمنية الأخرى في الولايات المتحدة.ولم يتم وضع المحضار والحازمي على قائمة المراقبة الأميركية إلا في وقت متأخر من شهر آب (أغسطس) عام 2001.وتابع التقرير قائلا «إن فشل هذا العدد الكبير من الأشخاص في التصرف حيال هذه الحالة يعكس وجود خلل منهجي».وشمل التحقيق بحث ما إذا كانت هناك حالة من الغيرة بين وكالتي الأمن الأميركيتين، «سي آي أي» و«أف بي آي»، بحيث أنهما كانتا مترددتين في مشاركة المعلومات فيما بينهما، غير أن المفتش العام لم يجد أي شكل من أشكال التردد في تبادل المعلومات، لكنه كشف عن تقصير في التنفيذ والرؤية.كذلك وجد التقرير أن التنسيق والتعاون بين أقسام ووحدات وكالة الاستخبارات المركزية لم يكن جيداً، ما أدى إلى عدم فهم هيكلية عمل تنظيم القاعدة.وأورد التقرير مثالاً حول ذلك، وهو أنه بينما كان مدبر الهجمات، خالد شيخ محمد، يعتبر هدفاً كبيراً يجب القبض عليه، فشل المسؤولون في إدراك أهمية التقارير التي تشير إلى أنه أحد كبار مسؤولي التنظيم، كما فشلوا في «إدراك أهمية المؤشرات التي تدل على وجود مخطط إرهابي».
Leave a Reply