ندوة التوعية والتثقيف السنوية الثالثة عن الامراض السرطانية في تروي

برعاية المجلس العربي الاميركي والكلداني ومستشفى بومانت
تروي – خاص «صدى الوطن» شارك أكثر من مئتين وخمسين شخصاً من افراد الجالية في الندوة الصحية السنوية الثالثة التي رعاها المجلس العربي الاميركي والكلداني (أي سي سي) ومستشفى «بومانت» والتي عقدت مساء الخميس 20 من الشهر الجاري في قاعة كنيسة سانت جوزيف الكلدانية (مار يوسف) في مدينة تروي، وتحدث في الندوة الاطباء الدكتور محي الصراف، والدكتور سمير جميل والدكتور سامر بلوز اضافة الى الدكتورة ستيسي سيتارك من مستشفى بومانت. وفي بداية الندوة التي استمرت زهاء ساعتين ونصف الساعة تحدث السيد منذر فاخوري مدير دائرة الصحة العامة في المجلس مرحباً بالحضور والمشاركين مشيرا الى اهمية مثل هذه الندوات في الارتقاء بمستوى الوعي الصحي العام في الجالية، واثنى على التعاون والتنسيق الكبيرين بين المجلس ومستشفى بومانت في تروي.

منذر فاخوري مسؤول الصحة العامي في «أي سي سي» متحدثاً خلال الندوة في تروي

وفي بداية الندوة عدد الدكتور محي الصراف انواع الامراض السرطانية الشائعة في منطقة الشرق الاوسط وبين الجاليات الشرق اوسطية في الولايات المتحدة مبيناً ان سرطانات المعدة والكبد والرقبة والانف والغدد اللمفاوية وسرطان المثانة هي الاكثر شيوعاً وان العوامل المسببة لهذه الامراض الفتاكة تتمثل في ممارسة عادة التدخين المسؤولة المباشرة عن سرطانات الرئة والرأس والرقبة وانواع التغذية التي تتسبب في سرطانات المعدة والقولون، والكحول التي تسبب سرطانات البنكرياس والكبد والمثانة التي تسببها المواد الكيماوية المتعددة مضيفاً ان العوامل الوراثية مسؤولة الى حد كبير عن الاصابة بسرطان الثدي والمبيض والبلعوم. وتحدث عن العامل الاساسي لسرطان الجلد وهو التعرض لاشعة الشمس الحارقة. وأكد الدكتور الصراف ان الاصابة بسرطان الرئة يزيد عند المدخنين الذين تتراوح اعمارهم من 55 الى 65 عاماً فيما يصيب سرطان الثدي النساء عادة بعد سن الاربعين يأتي بشكل ورم في الصدر وتباين ملحوظ في نتائج فحوص الميموغرام واشار الى سرطان المعدة الذي يصيب ممن هم في سن الخامسة والاربعين الى السبعين عاماً وهذا المرض يصيب النساء والرجال بمستويات متساوية وان اعراضه تتمثل في الاحساس بالشبع ونقص في الوزن واوجاع مختلفة اضافة الى فقر في الدم. وأكد الدكتور الصراف ان سرطان القولون يصيب الاشخاص الذين يتناولون باستمرار اللحوم الحمراء وقليل من الالياف وانه يصيب النساء والرجال بعد سن الخامسة والاربعين وتترواح هذا النوع من السرطان من براز غامق اللون الى نزيف المستقيم وفقر في الدم اضافة الى خسارة في الوزن وحذر الدكتور الصراف من زيادة استهلاك المشاوي «اللحم المشوي، شيش كفتة، شيش كباب»، التي تساعد بشكل كبير في حدوث مثل هذه السرطانات كما قال. أما سرطان البروستات فهو غالباً ما يصيب الرجال بعد سن الخامسة والخمسين واعراضه تأتي بشكل تبول مستمر وضعف في مجرى البول اضافة الى تكرار التبول الليلي. أما عن سرطان الغدد اللمفاوية فهو غالباً ما يصيب الشباب وكبار السن على حد سواء وكلا الجنسين، ويظهر بشكل تضخم في الغدد اللمفاوية، وخسارة في الوزن وارتفاع مستمر في درجة حرارة الجسم واوجاع في العظام. وقدم الدكتور الصراف شرحا مفصلاً عن كيفية علاج هذه الامراض الذي يتباين من سرطان الى آخر فهناك علاج بالاشعاع والتدخل الجراحي اضافة الى العلاجات الكيماوية، الا ان معظم علاجات الامراض السرطانية تعتمد على مرحلة وخطورة وتقدم او تأخر مستوى المرض. وتبعه الدكتور سمير جميل اختصاصي أمراض سرطان الدم في مستشفى «بومانت» حيث بدأ محاضرته بشرح مفصل عن اجراءات نمو الخلايا السرطانية التي غالباً ما تحدث بسبب تلف مادة الـ«دي ان اي» المتواجدة في خلايا الجسم والتي تؤثر بشكل مباشر على جميع فعاليات الخلايا. وشرح صفات الامراض السرطانية قائلاً انها تنمو دون سيطرة، ولها احجام متعددة، وتساهم في اتلاف الخلايا الطبيعية المجاورة كما ان لها قدرة فائقة على الانتشار بسرعة الى بقية انسجة واعضاء الجسم. وعن سرطان الاطفال قال الدكتور جميل ان هذا النوع يعتبر نادراً نسبياً حيث يصيب 14 طفلا من بين كل مئة الف طفل في الولايات المتحدة وانه يشكل ما نسبته واحد بالمئة فقط من السرطانات التي تصيب البالغين. واضاف انه يتم سنويا اكتشاف 13 الف حالة سرطانية عندهم في الولايات المتحدة مضيفاً ان معظم الامراض السرطانية عند الاطفال تحدث في السنوات الاولى من اعمارهم وان العامل الوراثي هام جداً فيما الاشعاع هو أحد الاسباب لبعض انواع سرطانات الاطفال. غير انه اضاف ان معظم الامراض السرطانية عند الاطفال مازالت مجهولة الاسباب. وأكد الدكتور جميل في محاضرته على اهمية وضرورة عرض الاطفال على اطبائهم بشكل دوري للاهمية القصوى لمتابعة الفحوصات العامة. وانتقل في محاضرته للحديث عن مرض «التلاسيميا» وهو أحد امراض الدم الوراثية التي تسبب فقر الدم ونقص في كريات الدم الحمراء، وتحديدا في بروتين ما سمي بالـ«هيموغلوبين» داخل كريات الدم الحمراء التي تحمل الاوكسجين الى جميع اجزاء الجسم. وقد جرى حوار مطول تخلله اسئلة واستفسارات الحضور للاطباء الثلاثة اضافة الى ستيسي سيتارك من مستشفى «بومانت» حيث أجابوا وشرحوا بالتفصيل اسباب وعوارض وعلاج معظم الامراض السرطانية. وكانت الدكتورة بتول دانيال والدكتورة ايفون بريخو من المجلس العربي الاميريكي والكلداني ومجموعة من موظفي واداري مستشفى «بومانت» اضافة الى الدكتور البروفسور حكمت جميل قد عملوا خلال الاسابيع الماضية على تنظيم وانجاح هذه الندوة السنوية الثالثة التي تؤكد دوائر العلاقات العامة في مستشفى بومانت انها من انجح ندوات التوعية والتثقيف التي شارك في تنظيمها ورعايتها منذ سنوات طويلة.