زوجة المرشح الرئاسي دينس كوسينتش تدافع عن زيارة سوريا ولبنان

خاص «صدى الوطن»

دافعت اليزابيث كوسينتش زوجة المرشح لإنتخابات الرئاسة الأميركية وعضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية أوهايو دنيس كوسينتش، عن زيارة قام بها زوجها وهي في معيته إلى سوريا في أيلول (سبتمبر) الماضي، التقى خلالها بمسؤولين رفيعي المستوى وأدلى بتصريحات مناوئة لسياسات الرئيس جورج بوش خاصة ما يتعلق منها باحتلال العراق.

كوسينتش وزوجته في لبنان.

واعتبرت كوسينتش في مقابلة أجرتها معها صحيفة «صدى الوطن» عبر الهاتف من أن الأصوات المنددة بتلك الزيارة ما هي إلا تعبير عن أفق محدود لأصحابها، في إشارة إلى عديد البرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحف التي هاجمت كوسينتش بسبب زيارته لدولة يضعها الرئيس الأميركي في خانة البلدان الراعية للإرهاب. وكانت صحيفة «كليفلاند بلين ديلر» الصادرة في أوهايو انتقدت تلك الزيارة لبلد نظامها قد يكون متورطا في اغتيال رفيق الحريري، ومنتقدة كذلك الظهور الإعلامي لكوسينتش على شاشة التلفزيون السوري ومهاجمته لسياسات بوش. وجاء في المقالة التي نشرتها الصحيفة «أن أعضاء الكونغرس لهم مطلق الحرية في زيارة سوريا شريطة الحفاظ على المصالح العليا الأميركية وليس إمتهانها».وقالت إليزابيث كوسينتش «كنا نعلم أننا سوف نتعرض لمثل هذه الحملات المنظمة، لكننا ماضون في طريق صنع السلام ولن نخشى هؤلاء المنحازين، شعارنا دوما أن السلام يحقق القوة في حين أن شعار بوش وصقور الإدارة الأميركية أن القوة هي التي تحقق السلام». أضافت «نعلم أن أميركا عليها تغيير مسارها، لذا فنحن نسعى إلى نشر ثقافة التفاهم والاقناع بدلا من السياسة الخارجية المعمول بها والقائمة على الضربات الإستباقية».كان النائب كوسينتش هو الوحيد في الكونغرس الذي عارض مؤخرا إقامة نصب تذكاري لأحداث الحادي عشر من أيلول الإرهابية، معتبرا أن تلك الأحداث قادت أميركا في إطار من الأضاليل لإحتلال العراق.النائب كوسينتش اصطحب عائلته العام الماضي في زيارة للبنان في أعقاب حرب تموز، جال خلالها على العديد من المناطق التي دمرتها الحرب ووقف هو وزوجته وأطفاله بين الأنقاض التي سببها العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا في الضاحية ومناطق أخرى في لبنان.وعن تلك الزيارة قالت إليزابيث «أن أصعب لحظة فيها كانت عند زيارتنا لأهالي قانا، تلك البلدة اللبنانية التي دمرها الطيران الإسرائيلي في حرب تموز وشرد أهلها، إضافة إلى لقاء جمعنا بلاجئين عراقيين في دمشق، فروا من بلادهم بسبب الإحتلال الأميركي وما نتج عنه من فوضى وإقتتال».إليزابيث دعت أبناء الجالية العربية والمسلمة في عموم الولايات المتحدة إلى حشد الأصوات للمرشح كوسينتش باعتباره يمثل مصالحهم وأهدافهم نحو تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وكونه مرشح معتدل يسعى لإقامة علاقات ودية أساسها الإحترام المتبادل بين كافة دول وشعوب العالم.وفي إطار آخر اتهم كوسينتش الرئيس جورج بوش بالاستمرار في عمليات تعذيب متعمدة للسجناء والأسرى على الرغم من إنكاره العلني لهذه الممارسات وأتهم الرئيس الأميركي بالتسبب في فقدان أميركا لمصداقيتها حول العالم. وأتهم كوسينتش في بيان له بوش بادعاء إصدار تعليمات لإيقاف التعذيب في حين قامت وزارة العدل الأميركية تحت قيادة وزير العدل المستقيل ألبرتو غونزاليس بوضع «رأي قانوني» سري يسمح «بأقسى أساليب الاستجواب التي استخدمت على الإطلاق من قبيل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي)».وقال النائب دينيس كوسينتش الذي يمثل ولاية أوهايو في مجلس النواب الأميركي انه يتعين على الرئيس الأميركي التوقف عن الموافقة على استخدام التعذيب مع الأسرى.وكان الرئيس الأميركي قد كرر مؤخراً قوله إن بلاده لا تستخدم التعذيب وقال «إن هذه الحكومة لا تعذب الناس… إننا نلتزم بالقانون الأميركي والتزاماتنا الدولية».غير أن كوسينتش اتهم في تصريحاته يوم السبت الماضي الإدارة بمحاولة خداع الرأي العام الأميركي والدولي فقال «لقد حاولت وزارة العدل وضع حجاب على أعين الأميركيين عن طريق وصف التعذيب علانية بأنه «فظيع» وفي ذات الوقت السماح به سرا».وأضاف «كيف يمكن للرئيس أن يقول نحن لا نعذب بينما هو يسمح بذلك. إن هذا النوع من الخداع والقسوة يكلفان أميركا وضعنا الأخلاقي وأصدقاءنا حول العالم. لابد وان يصارح بوش الشعب الأميركي بهذا الصدد. التعذيب ليس قيمة أميركية. يتعين على الكونغرس مواجهة الرئيس حول استخدام الإدارة المقزز للتعذيب وضرورة إنهاء هذا الأسلوب الفظيع بلا رجعة».يذكر أن الكثير من التقارير الحقوقية وبعض التقارير الصحفية قد اتهمت الإدارة باستمرار ممارسة التعذيب وخصوصا في معتقل غوانتانامو وفي العراق والسجون السرية الأميركية التابعة للاستخبارات الأميركية. هذا وتحاول الإدارة تبرير استمرار الاحتجاز في غوانتانامو بإلصاق صفة «المحاربين الأعداء» بمن تحتجزهم، بصرف النظر عما تمليه قوانين الحرب.