قـُبلة أبو الجود

رائعة كانت خاتمة قصة العرب الأميركيين التي عرضتها القناة التلفزيونية السابعة، خاتمة اختصرت الثقافة والتراث والتقاليد والعادات العربية بأجمل وارقى ايماءة عبرَ عنها الأبن العربي الأصيل مروان ابو الجود بقبلة الوداع الاخيرة التي طبعها على خد والده… تلك القبلة التي جسدت العلاقة الانسانية السرمدية التي تربط الانسان العربي بالأصل… الوالدين.مسيرة حياة، نجاح وأنجازات نخبة من شخصيات الجالية العربية الاميركية في ولاية ميشيغن، بينهم جراح زراعة الاعضاء مروان ابو الجود، عكسها فيلم وثائقي بثته القناة السابعة مساء السبت الماضي شاهده الملايين ممن تعرفوا على شريحة هامة واساسية في مجتمع الجالية ساهمت على مدى السنوات الثلاثين الماضية في اثراء مجتمع الولاية في المجالات الاجتماعية، العلمية، الاقتصادية، الفنية والطبية.

د. أبو الجود يقبل رأس والده

كان على فريق انتاج الفيلم الوثائقي التوجهُ الى لبنان، الى مسقط رأس ابي الجود لتوثيق بداية مسيرة الحياة والارتباط بالجذور… هذا الارتباط الذي عزز واكمل نجاحات وشهرة الدكتور مروان الذي تبوأ مكانة عالمية كأحد افضل جراحي زراعة الاعضاء في العالم.في أحد شوارع مسقط رأسه، جبيل، ظهر ابو الجود الابن مع الاب المسن يتمشيان بزهو وعنفوان وكبرياء، يعيدان ذكريات السنوات والايام الماضية وعيناهما موجهة بشوق وتفاؤل صوب المستقبل، صوب هذا العالم الذي صار قرية صغيرة اكتمل بناؤها وانجز بفضل سواعد وعقول ملايين المبدعين من بني البشر بينهم مروان واخرون من ابناء جبيل وبنت جبيل وبيروت ودمشق وعمان وبغداد و..! وفي ردهات بيت العائلة بدا ابو الجود المسن كأنه يعيش أجمل لحظات الحياة… بدا سعيداً، فرحاً وهو يعاين وجه الابن القادم توا من ليالي العمل والمثابرة والنجاح اكثر وانصع بياضاً من وجوه الملايين واكثر قوة على مواصلة التحدي وشق طريق الحياة ومنح الامل لمن هم بحاجة اليه.بدا الوالدُ المسن سعيداً، نشوانً وهو ينظر الى وجه الابن البار الذي كرر طبع قبلات الشوق والقبلات الاخيرة.قبلة ابو الجود المفعمة بالحب والعطف والانتماء.. طبعها مروان على خدي وجبين الاب المسن اكملت واتمت صورة الفيلم الوثائقي عن العرب الاميركيين.. لا بل كانت هي الرسالة الحقيقية الاصيلة عنا الى العالم..!