نيويورك – في مقال نشرته مجلة ”نيوزويك” الأميركية في عددها الأخير، سلط الكاتب كريستوفر ديكي الضوء علي حجم التدخل السعودي في الانتخابات وفوز قوى ”١٤ آذار” التي تشكل الأكثرية في البرلمان والدعم المالي الهائل الذي أنفقته المملكة العربية السعودية لنجاح تحالف رئيس كتلة ”المستقبل” النائب سعد الحريري، كما أبرز قلق الدول العربية ”حليفة الولايات المتحدة” المتزايد من النفوذ الإيراني، وإيمانهم بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مدخل إيران الوحيد لاستغلال القضية بشكل سياسي يساهم في إحراج أنظمتهم.
وقال ديكي في مقاله: دعونا لا نتحمس للديمقراطية في الشرق الأوسط، فبالرغم من أن الانتخابات اللبنانية وتطوراتها مرحب بها، حيث تمت هزيمة تحالف ”حزب الله” المرتبط بإيران أمام أكثر قوى ليبرالية مدعومة من الغرب، فلقد شهدنا ذلك من قبل، وفي عام ٢٠٠٥ جرفت الآمال الكثير منا بسبب تدفق الناخبين على صناديق الاقتراع في العراق ولبنان ومصر وفلسطين، وبعد ذلك بعام أصبحت العراق أكثر دموية من أي وقت سبق، وشهدنا أيضا سيطرة حركة ”حماس” على البرلمان الفلسطيني ودخول لبنان في حرب مع إسرائيل، وإلقاء السياسي المصري الوحيد الذي تجرأ على تحدي الرئيس حسني مبارك في السجن.
وما يفاجئنا للغاية هنا هو حجم التدخل السعودي والدور الذي تلعبه في المنطقة والذي يعد بدرجة كبيرة غير ديمقراطي لكنه سياسي للغاية، وتلعبه بمستويات مختلفة، فهدف السعودية على المدي الطويل هو الحفاظ على نظامها الحاكم عن طريق إحلال الاستقرار في المنطقة من خلال كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية المتاحة لها، والتحدي الحالي الوحيد للسعودية مثلها مثل الولايات المتحدة الأميركية هو إيران ومحاولة وقف نفوذها السياسي المتنامي في السنوات الأخيرة بالمنطقة.
ففي لبنان، قدمت السعودية دعمًا ماليًا ضخمًا للغاية لتحالف سعد الحريري الفائز في الانتخابات اللبنانية الأخيرة، ففي آذار الماضي قال مصدر سعودي رسمي لي وبشكل سري وبفخر واضح ”إن السعودية أنفقت على الانتخابات اللبنانية مبلغ أضخم من الذي أنفقه الرئيس الأميركي باراك أوباما في حملته الانتخابية والبالغ ٧١٥ مليون دولار”.
Leave a Reply