القاهرة، دمشق – وسّعت مصر الأسبوع الماضي دائرة حركتها واتصالاتها بشأن صفقة الأسرى المعطلة بين إسرائيل وحركة “حماس”، فيما قالت مصادر مصرية إن حسم الصفقة قد يؤجَّل إلى نهاية الشهر الجاري. وأجرى وفد مصري زار دمشق الأسبوع الماضي، برئاسة مساعد رئيس الاستخبارات اللواء محمد إبراهيم والعقيد أحمد عبد الخالق، سلسلة مباحثات مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية. واجتمع الوفد المصري مع قادة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، بحضور أمينها العام نايف حواتمة، والجبهة الشعبية (القيادة العامة)، بعدما التقى قيادات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وقالت مصادر مصرية إن المحادثات تهدف إلى إقناع مختلف الفصائل الفلسطينية بأن الدور المصري في التوسط لإنجاح المساعي الرامية إلى إبرام صفقة الأسرى وتوقيع اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني لن يأتي على حساب المصالح الفلسطينية. ولفتت إلى أن جانباً من هذه المحادثات يستهدف “تفادي أي تأثيرات خارجية على الموقف الفلسطيني”، مشيرة إلى أن معلومات تجمعت لدى القاهرة حذرت من مغبة دخول إيران على الخط لعرقلة الجهود المصرية في هذا الصدد. وقالت إن الوفد المصري قد يزور الأراضي الفلسطينية المحتلة لاحقاً للغرض نفسه.
وفي ما يخص صفقة الأسرى، قالت المصادر إنها “لا تزال تنتظر موافقة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي على أسماء ١٢٠ معتقلاً من كبار قادة المقاومة الفلسطينية”، مشيرة إلى أن إسرائيل وافقت حتى الآن على الإفراج عن ٣٣٠ من أصل قائمة تضم ٤٥٠ فلسطينياً سيُطلقون في إطار المرحلة الأولى من الصفقة التي ستجري على مرحلتين، الأخيرة منها تضم ٥٥٠ من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قد ذكرت أن حركة “حماس” وإسرائيل ستستأنفان خلال أيام المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية بشأن صفقة التبادل. ونقلت عن مصادر مصرية قولها إن هذه المفاوضات ستستأنف من النقطة التي توقفت عندها قبل نحو أربعة أشهر في الأيام الأخيرة لحكومة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت.
بدورها، قالت حركة “حماس” إنها على استعداد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في خصوص صفقة تبادل الأسرى، فيما نفت بشدة أن تكون في وارد تغيير قائمة أسماء الأسرى الذين تطالب بإطلاقهم.
وقال القيادي في حركة “حماس” أسامة المزيني إن “حماس” لم تتلقّ أي إبلاغ رسمي من الوسيط المصري في خصوص استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي. إلا أنه أضاف “أن استقراء التصريحات الأخيرة يشير إلى أن لدى إسرائيل توجهاً لاستئناف المفاوضات” غير المباشرة بشأن شاليط. وفي خصوص طمأنات الرئيس المصري حسني مبارك لنظيره الإسرائيلي شمعون بيريز بأن شاليط حي ويتمتع بصحة جيدة، قال المزيني “لا أعرف إلى ماذا استند الرئيس المصري. علها علاقات عامة بين البلدين ونحن لا نستطيع أن نثبت بعد الحرب إذا ما كان شاليط حياً أو ميتاً”، لافتاً إلى أن من يعرف حقيقة وضعه الصحي هو “الدائرة الضيقة المغلقة فقط المحيطة به، ونحن لا اتصال لنا بها”.
إلا أن “يديعوت” نقلت عن “مصادر مصرية رفيعة المستوى قولها إن خلف تصريحات مبارك، عن حالة شاليط، معلومات نقلها إليه مدير الاستخبارات المصرية (عمر) سليمان، إذ يتبين أنه قبل نحو عشرة أيام زار وفد من مسؤولي الاستخبارات قطاع غزة، وتلقوا معلومات عن حالة شاليط الصحية”، مشيرة إلى أن “التقدير في إسرائيل أن الضباط المصريين لم يروا بالفعل شاليط، لكنهم تلقوا معلومات من عناصر حماس في غزة”.
Leave a Reply