واشنطن – بدأت الهيئات الصحية في الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي حملة تلقيح كثيفة ضد فيروس “أتش1ان1″ المعروف بـ”إنفلونزا الخنازير” المنتشر انتشارا واسعا ومقلقا في كل أنحاء البلاد.
وأمنت الولايات المتحدة في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري 6 الى 7 ملايين جرعة لقاح. وفي الاجمال، تعتزم الهيئات الصحية تامين 250 مليون جرعة بنهاية السنة. وبينت جميع التجارب السريرية على خمسة لقاحات مختلفة ان جرعة واحدة من 15 مايكروغرام كافية لاحداث رد فعل مناعي يقي من المرض. وفي الاجمال ادخل نحو عشرة الاف شخص الى المستشفيات اثر اصابتهم بالفيروس الذي تسبب بوفاة 936 شخصا بينهم 36 طفلا في الولايات المتحدة. وبينت تحاليل اجريت بعد الوفاة لدى 77 شخصا كانوا مصابين بالفيروس انهم توفوا نتيجة التهابات ثانوية. واصيب ثلث هؤلاء بالتهاب رئوي يتوفر لقاح للوقاية منه.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن جملة من الدراسات أشارت إلى أن الشعب الأميركي ما زال مترددا في أخذ لقاح فيروس “أش1أن1” رغم مليارات الدولارات التي صرفت على هذه الحملة.
فقد أظهرت نتائج دراسة أجرتها كلية “هارفارد” للصحة العامة أن 40 بالمئة من المشمولين فيها أعربوا عن رغبتهم في أخذ اللقاح، وأكد نصفهم أن أبناءهم سيخضعون للتلقيح.
وعزت الصحيفة الفتور في حماسة الشعب إلى ما وصفته بتقاذف الحملة من قبل التيارات السياسية والاجتماعية ما بين الحذر الشديد من قبل الأطباء والارتياب الحكومي والقلق الشعبي تجاه اللقاح.
وأضافت أن هذه التوجهات أثارت سيلا من المفاهيم الخاطئة حول سلامة اللقاح وفعاليته، وكذلك حول الخطط المتوقعة لجعل التلقيح إلزاميا.
ونقلت “واشنطن بوست” عن خبراء تأكيدهم أن اللقاح يتم تجهيزه بالطريقة نفسها التي يصنع بها كل عام، وليس هناك من داع للاعتقاد بأنه يشكل خطرا أكبر. ورغم أن فيروس أتش1أن1 الجديد يسبب أمراضا خفيفة، فإن معظم الناس لا يملكون حصانة ضده ما يعني أن عددا كبيرا منهم سيصابون به وقد ينتهي بهم المطاف في المستشفى وربما يقضون بسببه بشكل يفوق ما يبلغ في موسم الإنفلونزا العادية.
وما يثير القلق -والكلام للصحيفة- أن الأطفال والحوامل هم الأكثر عرضة للإصابة به.
وتقول الصحيفة إن الأسباب الحقيقية التي يبديها الناس بشأن ترددهم هي قلقهم من سلامة اللقاح وشكوكهم حول جدية التهديد الذي يشكله الفيروس.
أما الأطباء فيبدون قلقا حيال الحوامل لا سيما أن ما لا يقل عن مائة امرأة حامل احتاجت رعاية مكثفة، وقضت 28 منهن بسبب الفيروس.
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن لقاح فيروس “أتش1أن1” آمن، ووصفته بأنه أفضل وسيلة لمكافحة الوباء، رغم بعض التقارير حول أعراض جانبية قليلة من حملة التطعيم الأولى في الصين. وقال المتحدث باسم المنظمة غريغوري هارتل إن أربعة أشخاص من بين 39 ألف شخص طعموا ضد الفيروس في الصين ظهرت عليهم أعراض جانبية مثل تشنج العضلات والصداع. وذكر أن الآثار الجانبية العكسية متوقعة تماما خاصة تلك الأنواع الخفيفة، وأضاف أن هذا صحيح خاصة في الحالات التي يطعم فيها أعداد كبيرة من الناس، وأكد أن “اللقاح هو أهم وسيلة متوفرة حاليا ضد الإنفلونزا”.
وستقوم الحكومة الأميركية بتتبع أي آثار جانبية محتملة عندما تبدأ حملة التطعيم الجماعي هذا الشهر على أمل أن تتمكن بسرعة من اكتشاف أي صعوبات نادرة قد يتسبب بها اللقاح وليس المصادفة المحضة.
Leave a Reply