بونتياك
بعد قضائهما 25 عاماً خلف القضبان لجريمة لم يرتكباها، قرر مكتب الادعاء العام في ولاية ميشيغن، الثلاثاء الماضي، إلغاء الإدانات الصادرة بحق الأخوين جورج وميلفين دي جيزوس (44 و48 عاماً) في قضية اغتصاب وقتل امرأة في منزلها بمدينة بونتياك عام 1995.
وكان قد تم العثور على الضحية مارغاريت مدكيف، جثةً عارية ومكبلة بالأسلاك في قبو منزلها يوم 11 تموز (يوليو) 1995، وكان عليها أثر الحمض النووي (دي أن أي) لرجل يدعى براندون غوهايغن، والذي سرعان ما اعترف للمحققين باغتصاب الضحية زاعماً أنه أجبر على فعل ذلك تحت تهديد الأخوين دي جيزوس اللذين قاما بتكبيلها وضربها حتى الموت، حسب ادعائه.
ومقابل شهادته ضد الأخوين دي جيزوس، حصل غوهايغن على حكم مخفف بعد اعترافه بتهمة القتل من الدرجة الثانية والاعتداء الجنسي من الدرجة الأولى.
أما الأخوان دي جيزوس اللذان كانا على معرفة مسبقة بالضحية، فقد أدينا من قبل هيئة محلفين عام 1997 بناءً على شهادة غوهايغن، وحكم عليهما بالسجن لمدى الحياة دون إمكانية الإفراج المبكر، وذلك بعد تضارب أقوالهما أثناء المحاكمة بشأن مكان تواجدهما وقت وقوع الجريمة.
ونتيجة تمسك الأخوين دي جيزوس ببراءتهما، أعيد –مؤخراً– فتح ملف القضية من قبل «وحدة نزاهة الأحكام» التابعة لمكتب الادعاء العام في ميشيغن، حيث قام المحققون بمراجعة الوثائق واختبارات الحمض النووي بالإضافة إلى أقوال الشقيقين ومدى تطابقها مع إفادات الشهود في القضية.
ووجد المحققون أن غوهايغن (50 عاماً) اعتدى بأساليب مختلفة على ما لا يقل عن 12 امرأة، من بينهن شابة أُدين –أثناء سجنه في العام 2017– باغتصابها وقتلها بمفرده عام 1994.
وساهم سجل غوهايغن الإجرامي مع النساء بإقناع مكتب الادعاء العام في مقاطعة أوكلاند بإسقاط التهم الموجهة إلى الأخوين دي جيزوس في جريمة 1995. وقد استنتج المحققون أن غوهايغن افترى حينها على الأخوين مقابل حصوله على حكم مخفف.
وخلال جلسة إسقاط الإدانات أمام محكمة مقاطعة أوكلاند، يوم الثلاثاء الماضي، قالت روبين فرانكل، من وحدة نزاهة الأحكام، إن الأدلة الجديدة تظهر أن غوهايغن كان المسؤول الوحيد عن مقتل مدكيف، إلى جانب مسؤوليته عن الاعتداء على 11 امرأة أخرى في بونتياك. وتوجهت فرانكل إلى الأخوين دي جيزوس عبر تطبيق «زووم» قائلة: «بالنيابة عن ولاية ميشيغن، أقدم لكما اعتذارنا العميق عن كل السنوات التي سُلبت منكما»، مضيفة أنها ترغب بتغيير ما حدث، لكن ذلك ليس ممكناً، وفق تعبيرها.
من جانبها، قالت المدعي العام لولاية ميشيغن، دانا نسل، في بيان: «إنني أقدر العمل الدؤوب الذي قامت به الوحدة لتأمين تبرئة الأخوين دي جيزوس»، مؤكدة أن هذا الإنجاز سيكون «مصدر فخر جديد» لوحدة نزاهة الأحكام التي أسستها نسل عام 2019، وتمكنت حتى الآن من تبرئة أربعة أشخاص من إدانات جائرة.
Leave a Reply