واشنطن – «صدى الوطن»، وكالات
أقل من شهر يفصل الحزبين -الجمهوري والديمقراطي- عن تسمية مرشحيهما رسمياً للرئاسة الأميركية، فيما تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين المرشحين الفائزين بالانتخابات التمهيدية، دونالد ترامب عن الجمهوريين وهيلاري كلينتون عن الديمقراطيين.
فقد أظهر استطلاع وطني أجرته جامعة «كينيبياك» أن 42 بالمئة من نوايا التصويت لكلينتون و40 بالمئة لترامب، وتوزعت الـ18 بالمئة المتبقية بين من يريد التصويت لمرشح آخر (6 بالمئة) ومن يرفض التصويت (5 بالمئة) ومن لا يزال مترددا (7 بالمئة)، وتقلص تقدم كلينتون منذ الاستطلاع الأخير للجامعة الذي نشر في الأول من حزيران (يونيو) حيث كانت تتقدم على ترامب بأربع نقاط، كما أن المنافسة بدت فيه اكثر احتداما مما اظهره استطلاع آخر أجرته شبكة «أي بي سي نيوز» وصحيفة «واشنطن بوست» الذي أكد تقدم كلينتون بفارق ١٢ نقطة على ترامب (51 مقابل 39 بالمئة).
وكان ترامب قد قلص الفارق بعد مجزرة أورلاندو، التي استغلها المرشح الجمهوري لتجديد مقترحاته الأمنية قائلا إنه إذا انتخب سيمنع الهجرة إلى الولايات المتحدة من أي دولة «لها تاريخ مثبت في الإرهاب»، في حين ركزت كلينتون في تعليقها على هجوم أورلاندو على الحاجة لتعزيز عمليات جمع المعلومات وتقييد انتسار الأسلحة الهجومية، كما حذرت في الوقت نفسه من شيطنة الأميركيين المسلمين.
هجوم بنغازي.. هل يعيق كلينتون؟
وتلقت كلينتون صفعة جديدة خلال الأسبوع الماضي، حين نشرت لجنة في الكونغرس الأميركي تقريرها حول الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012، متهمة وزيرة الخارجية آنذاك (كلينتون) بالتقليل من خطر المتطرفين في ليبيا.
ويعقد نشر التقرير مهمة المرشحة الديموقراطية في انتخابات الرئاسة، ويصب الزيت على النار في حملة رئاسية شرسة تزداد حدتها تدريجياً.
وقالت الخارجية الأميركية إن التقرير لا يوفر معلومات جديدة كثيرة بشأن المأساة التي وقعت في أيلول/سبتمبر 2012، في خضم حملة الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية. فيما حاول الديمقراطيون التقليل من أهمية تقرير اللجنة التي يهيمن عليها الجمهوريون.
وصرحت كلينتون بأن تقرير الكونغرس «لم يقدم معلومات جديدة» ودعت إلى «تعلم الدروس» من تلك المأساة.
وقالت للصحافيين خلال حملتها الانتخابية في كولورادو، الثلاثاء الماضي، إن اللجنة أنفقت ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب على التقرير.
وليل 11 أيلول (سبتمبر) 2012 استهدف متشددون، القنصلية الأميركية في بنغازي والمبنى الملحق التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، في هجوم أدى إلى مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وتعليقا على نشر التقرير، قال رئيس لجنة التحقيق النائب الجمهوري تراي غاودي «الآن، كل ما أطلبه من الأميركيين هو قراءة التقرير بأنفسهم والنظر إلى الإثباتات التي جمعناها، واستنتاج خلاصاتهم».
واعتبر الجمهوري مايك بومبيو أن القضية واضحة، وقال: «ننتظر من حكومتنا أن تبذل كل ما يسعها من جهود لإنقاذ حياة الأميركيين الذين يخدمون في مواقع خطر. هذا لم يحدث في بنغازي» في إشارة الى تقصير كلينتون في الاستجابة للمخاطر التي تعرض لها الدبلوماسيون الأميركيون.
ويعزز التقرير الجمهوري نظرية بطء الإدارة الأميركية في قياس تصاعد الخطر المحدق بدبلوماسييها في ليبيا، وتسرعها في نسب الأحداث إلى فورة غضب معزولة بدلاً من الإقرار بأنه هجوم إرهابي.
ساندرز يدعم كلينتون.. ويواصل حملته
وفي سياق التفاف الحزب الديمقراطي حول ترشيح كلينتون، على عكس الجمهوريين المنقسمين إزاء ترامب، أعلن المرشح الرئاسي بيرني ساندرز أنه سيصوت لمنافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، رغم تأكيده على أنه لن ينهي حملته الانتخابية قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر إقامته في فيلادلفيا في تموز (يوليو) الجاري.
وردا على سؤال من شبكة «أم أس أن بي سي» حول ما إذا كان سيصوت لكلينتون، رد سناتور فيرمونت الذي خاض حملة قوية ضد المرشحة الديمقراطية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب، «نعم».
وقبل ذلك تعهد ساندرز بالعمل مع كلينتون لمنع وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وبعدما أعلن انه سيصوّت لكلينتون، اكد ساندرز أنه لا ينوي تعليق حملته الانتخابية. وقال قبل ساعات على تجمع انتخابي جديد في سيراكيوز في ولاية نيويورك «لماذا سأفعل ذلك؟». وكرر ساندرز (74 عاما) الذي حصل على 13 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين، واصوات 1900 من المندوبين، انتقاداته لترامب معتبراً أن المرشح الجمهوري جعل من «التعصب حجر الزاوية» في حملته. ويرجح أن يسمي الحزب الديموقراطي في مؤتمره الذي سيعقد في فيلادلفيا من 25 الى 28 يوليو، كلينتون التي حصلت على دعم العدد الاكبر من أصوات كبار سياسيي الحزب.
واوضح ساندرز انه يجري مفاوضات مع معسكر كلينتون للتوصل الى «أفضل برنامج ممكن» للحزب الديمقراطي في المؤتمر المقبل، موضحاً أنه لم ينسحب من السباق لأنه يسعى الى أن يصبح الحزب الديمقراطي ممثلاً «للناس الذين يعملون» وليس لـ«وول ستريت».
وكان ساندرز الذي اثار حماس الشباب واليساريين بدعوته الى «ثورة سياسية» خلال حملته الان، نشيطاً جداً خلال الأيام الماضية رغم خسارته السباق التمهيدي، في محاولة منه – بحسب المراقبين- الى تعديل أجندة الحزب وفرض نفسه مرشحاً لمنصب نائب الرئيس.
حملة ترامب في أزمة مالية
وتواجه حملة الملياردير دونالد ترامب متاعب مالية جراء تقلص مواردها بسبب عدم تأييد ممولي الحزب لترشيحه. و«قطب العقارات» في موقف حرج بسبب ضائقة مالية شديدة تعانيها حملته، التي لا يملك سوى 1.3 مليون دولار منها بحسب تقارير رفعها قبل اسبوع إلى مفوضية الانتخابات الفدرالية، وهو مبلغ يعتبر ضئيلاً بشكل استثنائي في التاريخ الحديث للحملات الانتخابية الكبرى. وفي المقابل، فإن منافسته كلينتون، التي تحظى بدعم مانحين كبار، تملك، حتى 31 أيار (مايو) الماضي، أكثر من 42 مليون دولار.
ويظهر تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» المحسوبة على الديمقراطيين أنّ 17 بالمئة من إجمالي نفقات الحملة حتى الآن كانت لشركات متصلة بترامب، إذ دفع الأخير 11 مليون دولار تقريباً لمؤسسات تابعة له منذ إطلاقه حملته منذ العام الماضي. وعلقت نظيرته الديمقراطية، على التقرير في تغريدة على «تويتر»، قائلة: «علام يُنفق ترامب موارد حملته الشحيحة؟ على نفسه، بالطبع». كما وضعت في التغريدة رابطاً لتغريدة أخرى لصحافي أميركي يعرض فيها صورة تُظهر قائمة من الشركات المستفيدة من دفعات من حملة ترامب، وجميعها تحمل اسمه.
وتمكن ترامب من خوض الانتخابات التمهيدية من دون الحصول على تبرعات انتخابية، وهو ما يعد من أبرز نقاط قوة حملته المنادية باستقلالية قرار الرئيس عن أصحاب رؤوس الأموال والشركات العملاقة.
وأشار تقرير لوكالة «رويترز» إلى أنّ لجنته أنفقت 423 ألف دولار لنادي «مرالغو» الخاص في فلوريدا الذي هو ملك للملياردير حيث نظم مؤتمرات صحافية عدة في آذار الماضي، كما تم توقيع شيكات للشركة التي تتولى إدارة أسطول طائراته (350 ألف دولار) ومطاعم ترامب (125 ألف دولار) وبرج ترامب في نيويورك (170 ألف دولار) حيث تستأجر حملته مكاتب. على الرغم من فوزه بالعدد الكافي من الأصوات للترشيح، فإن أمام ترامب أقل من شهر للحصول على تأييد الحزب الجمهوري للفوز في مؤتمره العام الذي سيعقد في الفترة ما بين 18 و21 تموز (يوليو) المقبل.
Leave a Reply