لندن – قال خبراء في مجال الصحة إن تعلم أمور جديدة وتناول أغذية ومشروبات صحية وعدم التدخين والحد من فقدان حاسة السمع ومن العزلة هي عوامل من شأنها منع ثلث حالات الإصابة بالخرف (ألزهايمر).
وفي تحليل واسع النطاق للعوامل المسببة للخرف سلط الباحثون الضوء على تسعة منها بالأخص تساهم في تقليل فرص الإصابة به. وتلك العوامل هي الاستمرار في التعليم بعد سن الخامسة عشر والحد من ارتفاع ضغط الدم والسمنة وتجنب فقدان حاسة السمع في منتصف العمر وتقليل التدخين ومقاومة الاكتئاب وزيادة النشاط الجسدي والابتعاد عن العزلة الاجتماعية والوقاية من الإصابة بالسكري في مراحل لاحقة من العمر.
وقال الخبراء إن القضاء على عوامل الخطر المذكورة قد يمنع ظهور حالة من بين كل ثلاث حالات من الخرف حول العالم.
وقالت جيل ليفينغستون وهي أستاذة في «جامعة لندن كولدج» في لندن وأحد 24 خبيراً دولياً كلفتهم دورية «ذا لانسيت» الطبية لإجراء الدراسة التحليلية «على الرغم من أن الخرف لا يشخص إلا في مرحلة متأخرة من العمر لكن التغيرات التي تحدث في المخ تتطور قبل سنوات من ذلك». وأضافت «انتهاج أسلوب أكثر شمولاً في منع الخرف يعكس عوامل الخطر المتغيرة تلك، سيعود بالنفع على مجتمعاتنا المتقدمة في السن ويساعد في منع تزايد أعداد الحالات المصابة بالخرف».
وتظهر أحدث تقديرات من المنظمة الدولية لمرض الزهايمر أن نحو 47 مليون شخص مصابون بالخرف حول العالم وأن تكلفة رعاية المصابين بالأمراض التي تذهب بالعقل وصلت بالفعل إلى نحو 818 مليار دولار سنوياً.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات سيزيد لثلاثة أمثال ليصل إلى 131 مليون حالة بحلول عام 2050.
وخلص الباحثون إلى أن الحالات التي يمكن منعها من بين 35 بالمئة من كل حالات الخرف يمكن تحقيقها باستهداف ثلاثة عوامل وصفوها بأنها الأهم وهي زيادة التعلم في المراحل المبكرة من العمر والحد من فقدان حاسة السمع في منتصف العمر والتوقف عن التدخين.
وقال الخبراء إن عدم استكمال التعليم الثانوي في الصغر يمكن أن يقلل من مقاومة الأشخاص للتدهور الإدراكي لدى تقدمهم في العمر فيما يساعد منع فقدان السمع في إثراء بيئة الناس وجعلها أكثر تحفيزاً بما يراكم احتياطاتهم المعرفية والإدراكية.
وأضافوا أن التوقف عن التدخين يقلل التعرض للسموم العصبية ويحسن من صحة القلب بما يؤثر بدوره على صحة المخ.
Leave a Reply