لندن – قالت كبيرة المسؤولين الصحيين في بريطانيا الاثنين إن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت تشكل تهديدا مفجعا للطب، مما يعني وفاة مرضى يجرون عمليات جراحية بسيطة نتيجة إصابتهم بعدوى لا يمكن علاجها.
وأشارت كبيرة المسؤولين الطبيين في إنكلترا، سالي ديفيز، إلى وجود حاجة ملحة للقيام بعمل عالمي لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتطوير أدوية جديدة لمعالجة الأمراض الناشئة المتحورة.
وخلال العقود القليلة الماضية لم يتم تطوير سوى عدد قليل من المضادات الحيوية الجديدة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وعرضها في السوق. وهذا يعني أن المجتمع الطبي في سباق مع الزمن لاكتشاف وتطوير علاجات ناجعة وفعالة في الوقت الذي تتطور فيه البكتيريا بشكل متزايد إلى سلالات مقاومة للمضادات الحالية.
وقالت سالي للصحفيين، مع نشرها تقريرا بشأن الأمراض المعدية، إن مقاومة الميكروبات للأدوية يشكل مشكلة خطيرة، فخلال العشرين عاما القادمة قد يؤدي ظهور البكتيريا المقاومة للعلاجات إلى زيادة مخاطر وفاة الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية حتى لو كانت بسيطة، مما يعني أن عمليات مثل تغيير مفصل الفخذ أو نقل عضو قد تصبح مميتة بسبب مخاطر العدوى.
ودعت سالي الحكومات والمنظمات في شتى أنحاء العالم بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومجموعة الثماني إلى أخذ هذا التهديد على محمل الجد والعمل على تشجيع مزيد من الاختراعات والاستثمارات في مجال تطوير المضادات الحيوية.
بدورها حذرت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» الفدرالية من زيادة مقلقة لانتشار نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات الأميركية.
وذكرت الهيئة الفيدرالية أن البكتيريا قضت على نصف المرضى الذين أصيبوا بها، لافتةً إلى أن البكتيريا التي تعرف اختصاراً باسم «كري»، تزايدت خلال نصف العقد الماضي، وأصبحت مقاومة لأقوى أنواع المضادات الحيوية.
وأشار مدير «مراكز السيطرة على الأمراض»، الدكتور توم فيدين، بقوله: «كري كابوس.. أقوى المضادات الحيوية لا تنجح معها، مما يجعل المرضى عرضة لاحتمال الإصابة بعدوى غير قابلة للعلاج».
ودعا العاملين في مجال الطب إلى التكاتف والعمل معاً لتطبيق استراتيجية «الرصد والحماية» المفروضة من قبل الهيئة الفدرالية، لمنع انتشار هذه البكتيريا الشرسة.
يُشار إلى أن العدوى بالبكتيريا في المستشفيات الأميركية تصيب 1,7 مليون شخص، يتوفى 99 ألف منهم سنوياً، فيما تقضي بكتيريا «كري» على نصف المصابين بها، بينما تودي الأنواع الأخرى من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بحياة 20 بالمئة من المصابين بها.
Leave a Reply