الكنيسة الكلدانية تفقد البطريرك مار عمانوئيل دلي

سان دييغو، بغداد – أعلنت الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الأربعاء، عن وفاة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي في مستشفى بمدينة سان دييغو الأميركية بعد صراع مع المرض. وقال رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك مارلويس روفائيل الاول إن «دلي نقل الى الولايات المتحدة مؤخراً لتلقي العلاج بسبب المرض الذي كان يعاني منهُ، وهناك توفي بسبب المرض»، موضحاً أن «وفاته تعتبر خسارة كبيرة للكنيسة الكلدانية خاصة وأن دلي عمل في العراق خلال شغله منصب رئيس الكنيسة قبل ان يتركها بسبب كبر سنه والمرض».

وأكد التجمع الوطني الكلداني، أن الكاردينال الراحل «خدم الكنيسة الكلدانية بإخلاص وكان سباقا في تثبيت الاسم القومي الكلداني في الدستور العراقي الدائم». وقال التجمع «ببالغ الأسى والحزن العميقين تلقينا خبر رحيل الكاردينال مارعمانوئيل الثالث دلي الى الاخدار السماوية، وهو خدم كنيستنا الكلدانية بإخلاص وجدارة وكان سباقا في تثبيت الاسم القومي الكلداني في الدستور العراقي الدائم».

ولد البطريرك دلي في شمال العراق عام 1927 واسمه الحقيقي كريم دلي، إلا انه اتخذ اسم عمانوئيل منذ طفولته ودخل إلى إكليريكية الرهبان الدومينيكان في الموصل.

ودلي المعروف بتقواه ومثابرته وميله للعلم، سيم كاهناً في كانون الأول 1952، وحصل في روما على شهادة دكتوراه في اللاهوت. عين أسقفاً العام 1962 عندما كان في الرابعة والثلاثين، بقي دلي إلى جانب رعيته عبر المراحل الدامية التي عصفت بالعراق مع انهيار الأنظمة وتشكيل أنظمة جديدة، وصولاً إلى حروب الخليج.

وقد انتخب دلي بطريركاً للكلدان في روما في كانون الأول (ديسمبر) 2003 بعد أشهر من الاجتياح الأميركي للعراق الذي أدانته الكنيسة الكاثوليكية، وحاول العمل على المصالحة العراقية ووضع حد للصراعات الطائفية، وخصوصاً حماية أبناء كنيسته الذين كانوا ولا يزالون يشكلون أهدافاً للعنف.

ويُشيع جثمان الراحل الى ولاية ميشيغن حيث سيعقد يوم السبت المقبل قداس ترحيم في «كنيسة أم الله» في مدينة ساوثفيلد برعاية المطران إبراهيم إبراهيم، بحسب بيان صادر عن القنصلية العراقية في ديترويت، وقال بيان القنصلية «بهذه الفاجعة الأليمة نتقدم لأبناء بلدنا وجاليتنا العراقية من الطائفة المسيحية بالتعازي الحارة، سائليه تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأن يلهم عائلته وذويه وأتباعه الصبر والسلوان وأن يعوض العراق وإخواننا المسيحيين بخير خلف».