تونس – منعت الشرطة التونسية الأربعاء الماضي الآلاف من مشيعي جنازة الشاب محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه أمام المقرّ الرسمي لمحافظة سيدي بوزيد وفجّر موجة احتجاجات اجتماعية في البلاد، من المرور أمام مقر المحافظة مثلما كانت تعتزم عائلته وتم دفنه في مسقط رأسه بقريته القريبة من سيدي بوزيد.
في هذه الأثناء أغلقت السلطات التونسية إلى أجل غير مسمّى، المدارس الإعدادية والثانوية في مدينة تالة التابعة لمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر، غداة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وطلاب مدارس ثانوية وإعدادية. فقد قال النقابي وشاهد العيان كمال العبيدي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن “منعت باستعمال الضرب مشيعي الجنازة من المرور أمام مقر المحافظة” بعد أن كان سالم -شقيق محمد البوعزيزي- قد أعلن أن الجنازة ستمرّ أمام الولاية.
وأوضح كمال العبيدي أن “حوالي خمسة آلاف شخص ومئات السيارات ساروا في الجنازة مكوّنين موكبا طوله ثلاثة كيلومترات”، وقد دفن البوعزيزي في مقبرة “قرعة بن نور” المجاورة لمدينة سيدي بوزيد.
وكان محمد البوعزيزي قد أحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد في ١٧ كانون الأول (ديسمبر) الماضي احتجاجا على منعه من بيع الخضراوات والغلال وصفعه من قبل أحد موظفي البلدية، كما رفض المسؤولون المحليون مقابلته حينما أراد التشكي.
وكان هذا الحادث السبب الذي دفع إلى تنظيم مظاهرات واحتجاجات سلمية في مدينة سيدي بوزيد تعاطفا مع محمد البوعزيزي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة سرعان ما امتدت إلى بقية مدن المحافظة (سيدي بوزيد) ثم إلى محافظات أخرى في البلاد.
وبلغت الاحتجاجات ذروتها يوم 24 كانون الأول الماضي عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين في مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد مما أدى إلى سقوط قتيلين.
Leave a Reply